|
أجرى النوى مدمعي شوقاً وتعذيبا |
وذوّبَ البعد قلبـي فيـكِ تذْويبـا |
وما استزاد النـوى إلا وخلّفنـي |
كما يُخلفُ ولدان الهـوى شِيبـا |
وما سرى البرقُ إلا ومضه وَلَهي |
يقول يا أنتِ إنـي مـتُ تغريبا |
فبالـذي بيننـا حبـاً وتضحيـةً |
بمجلسٍ ضمّنا من حسنـه طِيبـا |
بلوعةِ الشوقِ إنْ كانتْ مُصَدقـةٌ |
إذ ما استطعْتُ لفرط الشوق تكذيبا |
ياغاية الحبِ يا عمـري وأجملـه |
أما كفـاكِ لهـذا القلـب تعذيبـا |
فكم على الغيم قد مرّتْ مراكبنـا |
كانت تغني الهوى وجداً وتشبيبـا |
وكم حلمنا ببيـتٍ لا حـدودَ لـه |
يُحيطه الـورد تنسيقـاً وترتيبـا |
آثار مشيتنا للحـب مـا اندثـرتْ |
وقبلة أَوقدتْ في القلـب تلْهيبـا |
وقصة في حنايا الروح مسكنهـا |
تُترْجم الوجْـد أنغامـاً وتعريبـا |
وكم وكم. كلها أحلامنا اندثـرتْ |
في لحظة هكذا يغدو الهوى رِيبـا |
فصار حبكِ يبكينـي ويضحكنـي |
أيمكن الظَّبْي يغـدو مـرةً ذيبـا |