عودي
عودي إليّ وعلّليني
تعب الحنين من الحنين
أكل الغبار أصابعي
وسطا الظلام على عيوني
إني أحنّ إلى الديار
أتوق للبلد الأمين
وأصيح أين شذى الكروم
وأين عطر الزيزفون ؟؟
عشرون عاماً لم تلح سفني
ولم تصدق ظنوني
عشرون عاماً قد يبست بها
وقد يبست غصوني ؟
وأخوض في الزمن العجيب
أخوض في طين وطين
لا الناس ناسي لا هموم الناس
همّي أو شجوني
حيران مرتبكاً فلا تدري
شمالي عن يميني
حتى طيور الفجر تنفر
من خطاي وتتقيني !!
وأنا الذي أطعمتها كبدي
وما ملكت يميني
وبنيتُ أعشاشاً لأفرخها
وقلت لها اتبعيني..
طوّقت آلاف الخصور
بنرجسي وبياسميني
وسقيت من عطشي مواسمكم
فلا تستنزفوني
لا قهوتي تصفو ولا
يصفو المزاج فسامحيني
مازال لي رغم الجراح
أخٌ هناك يذبّ دوني
وإذا عثرت فكفه
ملء الشهامة تحتويني
((بانت سعاد)) فإن تكن
بانت سعاد فلا تبيني
إن كنت ذا عوجٍ
وحاشا أن أكون- فقوميني
أو كنت ذا نزق
فمن صبّ الجنون على جنوني!؟
جاء الشتاء وعضني
برد الشتاء فدفئيني!
ما كنت قاطعة بنا أمراً
يريب ولن تكوني
عودي إليّ وجدّدي
عهد الشباب وجدّديني