الأحول الشاعر: احمد سليمان الخليف
لقّبني أحدٌ الأعزاءِ بالأحول فكان ردّي هذه الابيات

لاعارَ أنّــي يـــا صديــــقي أحــــولُ
لا شكّ أني في الصّــــــفوفِ الأوّلُ
عيني الصغيرةُ في عيونِك قد ترى
ما قد يراه من الأُناسِِ مُحــــــلِّـــلُ
مالاقتِ الورقاءُ رغمَ عيونــــِـــــها
إلاّ الوبالَ وقسوةً لا تُحمــــــــــــلُ
مَنْ كان يوصفُ بالورودِ جمالـَـــــه
بعدَ الذّبولِ عليهِ تمشي الأرجـــــلُ
هذي السنـــــابل كم تراها رونقـــاً
تهوي حطاماً ان أتاها المنــجــــلُ
والريح تعوي والجبـــــال مهــابـــةً
فإذا تهبُّ على ذراها تخــجـــــــــلُ
المدحُ قالوا في الوجوهِ مذمــــــــــةٌ
والّذمُّ مدحٌ للكبـــــــير يُجمـِّــــــــلُ
إنّي ولو يلوي الزمانُ أعنــَّــــــتـي
باقٍ سأسعى في الحياةِ وأعمــــــلُ
والرّزق يأتي والإلـــــهُ مدبـــــّــــرٌ
يعطي الخليقة َما يشاء ُويعــــــدِلُ
المالُ حلــــــــوٌّ في الحياةِ وسيـــلة ٌ
عندَ الكرام لمن يُدانُ ويســـــــــألُ
إن كان عيبي في الجيوب وعقمِها
أدعو الإلـــــــه بأنّها لا تحبـــــــلُ
ما خلّد المـــــالُ الوفيرُ أناســـَــــــه
مَنْ كان يبخـــسُ بالعطاءِ ويبخـلُ
إنَّ الذي سكنَ القلـــــوبَ بمالـــِــــه
إنْ شــحّ يوماً بالعطاء سيـرحـلُ
أما الذي ملكَ القلــــــوبَ بحبــــِّــه
تبقى القلوبُ بحبــِّه تتغـــــــــــزلُ
إنّي اكتنزتُ من الحياة حقائبـــــــاً
لا بدَّ يوماً في الزّمــــان تُبجـَّــــلُ
فإذا لفقري قد جفاني صــــــــاحبٌ
إنّ الزمانَ كحالـــــــــهِ يتبــــــدّل
عندي وإنْ هجرَ الرفاقُ مجالسي
قلـــــمٌ أعـــــزُّ من الرفاقِ وأنبلُ
منذُ التقينا ما يزال برفقتــــــــــــي
كُنــّـــــا رفاقاً دائمــــــــاَ لا نُخـذلُ
ما إنْ سألتهُ بالجوابِ أراحنــــــي
شعراً يمجُّ على السطور ويهمــلُ
فلكم بكينا يا يراع سويــــــــــــــــة ً
طفلاً يموت على الطريقِ ويُقتـَـــلُ
ولكم حملنا في الصّدور مــــــرارةً
راح العراق وكانَ عزٌّ يــــــــرفــلُ
واليوم دجلةُ في همومهِ مبحـــــــرٌ
والنخلُ باتَ لغاصبٍ يتوســًّـــــــــلُ
والقدسُ جرحٌ من زمانٍ قد مضى
تُسقى المرارُ وما جفاها الحنـــظل
مرّت سنونٌ ما وجدْنا مخـــــــرجا ً
ستون عا ماً ما برحنا نأمـــــــــلُ
ليمونُ يافا مثلُ وجهي شاحـــــــبٌ
والتّينُ فيـــها ذابــــلٌ لا يــــُــــؤْكَل ُ
فيها الصلاةُ على الزمانِ جنـــــازةٌ
وأنا الذبيــــــحُ بحبــــِّـها أتبــــتـّل
هذا اليراعُ وماتلاه حقيـــــــــــــقة ٌ
يبقى يخـــطُّ على الزمان وينقـــــلُ
والجيلُ يروي مايراه بدربــــــــــهِ
فاكتبْ يراعي لا تدعني أ بخــــــلُ
أنتَ الذي كنتَ الأنيسَ بوحدتـــــي
أنتَ الملاذُ ونجمـــــــــــــةٌ لا تأفـلُ
قلمي صديقي يا رفيقَ مشــــاعري
إنَّ الخــلودَ لفي خُطـــــــاكَ مُأمَّـَــلُ


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء السبت الموافق 6/2/2011