خَميلةُ خِلِّي

شعر : د. محمد عاصي


كان لي في الشَّرق خِلٌ
عنده أحْلى خَميلةْ
كمْ أظلَّتْ لضيوفٍ
في حَناياها الظَّليلةْ
يحتويها بيتُ عِزٍّ
للسُّلالاتِ سَليلةْ
وبها النخْلاتُ تزهو
بسَواريها الطَّويلةْ
وثمـارٍ زيَّنتهــــــا
ذاتَ ألوانٍ جَميلــــةْ
بشموخٍ قد تَحلَّتْ ...
بسجَاياها الأصيلةْ
-
-
مرَّ بالأفْقِ غُرابٌ
مَعْهُ سِربٌ كالقبيلةْ
واعتدَوْا في جُنْحِ ليلٍ
بمناقيرِ الرَّذيلةْ
وبفُجْرٍ وبحقْدٍ
ما رأى الكونُ مَثيلهْ
هدَّم الحِقْدُ صروحًا
وارتدى ثوب الفضيلةْ
باتت النَّخْـلاتُ تبكــي
وبأنَّـــاتٍ كَليــــلةْ
بدمـــوعٍ من ثِمـــارٍ
وسقـــوطٍ للجَديلـــةْ
وصديقى فى ذُهولٍ...
ترقبُ الدنيا ذهولهْ
حيَّر الظُّلمُ صديقي
هلْ لَدَى الحَيْرانِ حِيلـةْ
-
-
طالما العزمُ سقيمٌ
والإراداتُ عليلةْ
وكذا الصَّوتُ خَفِيتٌ
والإشاراتُ هَزيلةْ
ورِعَاعُ القومِ سَادوا
والخَنَا أعْلى ذيولَهْ
والرِّضا بالظلم يعلو
والإبَا يَشْكو أفُولَهْ
فلِذا الغربانُ تسْطو
كلَّ يومٍ في خَميلةْ
تقنصُ الحُلْم نَديًا
من وريقات الفَسيلــــةْ
حسْبُنا الله مُعينًا
فالبلايا كمْ ثَقيلةْ
يمحق الغربان حتى
لاترى إلا ذليلةْ


7/3/2005