الحب رقم (7).. ق.ق



- " هو حبك الأول إذا .. مثلي تماما "

لم تخفى عليها نبرة السخرية في عبارته فسألته في ريبة:

- ما الذي ترمي إليه؟

أجابها بلهجة أقرب للخبث:

- فقط كنت أتسائل كيف عرفنا أنه الحب ونحن لم نخضع لمشاعره من قبل..

ردت عليه في حسم وكأنها كانت تتوقع ملاحظته :

- عرفناه من خلال المسلسلات المصرية والمكسيكية..

تفاجأ من ردها فقال في تهكم:

- وهل باقي الشعوب لا تعرف الحب؟

استفزتها العبارة فصاحت فيه بحدة:

- لا تحاول أن تجعل من موضوعنا قضية سياسية، فإن لم يكن كما أشرت أنا، فبأي طريقة عرفت

أنت أنه الحب يا أمير العشاق؟!!..

ابتسم لحدتها ثم مال نحوها هاتفا في جدية:

- عن طريق الجينات..

امتلكتها الدهشة وهي تسأل:

- الجينات؟!!

ثم قهقهت بصوت عال وهي تقول في سخرية:

- من الواضح أنك تهتم كثيرا للمجلات والروايات الهابطة بحيث صدقت أن الحمض النووي هو المسؤول

عن الحب..

ثم تصاعدت نبرة التهكم في صوتها وهي تسأل:

- ثم إذا كان كلامك صحيحا عزيزي، فكيف استطعت أن تتبين ما حدث أنه حبا؟!

هل ارتعدت جيناتك كما أرى فرائصك وهي ترتعد بسبب ما تراه الآن؟..

كان المشهد الذي تشير إليه لشاب وشابة مارين بالصدفة ،وقد سارعا للتواري عنهما،

فاستدار العاشق نحوها قائلا في حسم:

- لا شيء أكبر بعد الله.. وأنا أقسم أن هذا أول حب لي معك..

تألقت عيناها وهي تهتف:

- مثلي تماما..

التمعت عيناه أيضا وهو يردد:

- نعم ..مثلي تماما..

وعاد ليشير حيث اختفيا الشابين قائلا:

-ومثلهما..

وقهقها ضاحكين..

******

عبد الرحمان عباسي