نزوة الضوء الشارد


تعاليْ لنحصيَ كم مرَّةً كفرنا بالشمس؛ ثم سلَّمنا أمرَنا حينَ اعتلى الليلُ عروشَ الصمت..
كم مرة أسلمنا الصراخَ للهمس؟ و كم دامت فينا عصورُ الزهـــر، قبل أن يجتاحَ بساتيننا سيلُ الغياب؛ يَجْـرفُ يافعَ الأمنياتِ، يُمَزقُ طلْعَ الأحلام كُــلَّ مُمَزَّقٍ.
هل ارتكبنا حماقةَ الطريق القصوى، حين آمنا بحياد الشمس؟!
تعاليْ نقيسُ المسافةَ بين الممكن و المُؤَجَّل، تعاليْ نعُدُّ الحُفَــرَ، نُؤَرخ للعثراتِ، و نستلهم حكمةَ الندوبِ من ذاكرةِ السقوط.
تعاليْ نقـرأُ في كتاب الشمس عن معنى تمدُّدِ الضوء؛ يقابلهُ في المجاز تقلص الأماني الهارباتِ، و عن سطحية الظلال؛ لا يضيرها أيُّ طريق تختاره الخطوات!.
الشمسُ لا تحابـــي زَرْعــاً؛ قالُــواْ...
و لنا قولُنا.. فتعاليْ نكتبُه بحبر حَانقٍ على خاصرة هـذا المفترق...
قــولي معي؛
نحْنُ المرغمان على فَـكِّ ضفائرِ القصيدةِ الأُولى، نحن المُجبران على الاختيارِ بين ضوءٍ باهتٍ لا يوفي الجوابَ، و آخـــرَ ممشوقٍ بالحيْرَةِ يسوقُ التساؤلات!
نحنُ المقبلان على عبورٍ روتيني في تاريخ الذهاب و الإياب، و ما يسمونه فراقـا؛ نحن نسميه نــزوةَ الضوء الشارد!
هذه الشمسُ تَدَّعي الحيادَ، إنما نحنُ نَشهدُ، و نُشهدُ المسافريـن، أنها غالبا ما تؤيد الظلال، أو تشدُّ أزرَ الحرائـــق.