صبر العراق

صَبْرُ العراقِ طويلُ ما فلّهُ المستحيلُ
وما استغاثَ حمولاً هل يستغيثُ الحمولُ؟
يُغضي و يسكتُ حلماً إذا ابتداهُ الجهولُ
كلُّ الدواهي رمتْهُ و ما اّعتراهُ ذهولُ
وَ اسْتَنْفَرَتْ كلَّ شرٍّ لَعَلَّهُ يَسْتَقيلُ
وَ أَمْطَرَتْهُ برَهْطٍ لَها الفَسادُ دَليلُ
و قدْ رَعَتْها طِماعٌ وَ بارَكَتْها مُيولُ
فَسَيَّرَتْها بِحِقْدٍ وَ ساقَها التَضْليلُ
كَمْ قدْ غَشَتْ غاشِياتٌ و حاولَ التَنْكِيلُ
لكِنَّهُ ما تَراخى يَمينُهُ المَفْتولُ
فَلا يَغُرَّك منه سماحةٌ و عُدولُ
قد يَصْبِرُ الحرُّ لكِنْ إذا اّستُثيرَ يصولُ
كَمْ أَرْهَقَتْهُ ليالٍ و عَضَّه التَجْهيلُ
فكانَ نُوراً بَهِيّاً وَ فَجْرُهُ لا يَحولُ
قد ترى الغصنَ جَريدا لكنَّهُ المَأْمُولُ
سَيُورِقُ الغصنُ يَوْماً وَ يُثْمِرُ التَأْميلُ
قدْ يَرْقُدُ المَرْءُ حِيناً وَنَومُهُ قَدْ يَطولُ
لكنْ يقومُ نشيطا وَ ما عَليهِ خُمُولُ
إنَّ اّلصُّروفَ نُجومٌ تَمْلا السَّما وَ تَزُولُ
و الشّمْسُ تأفلُ أيضا و البدرُ عَنها بَديلُ
نابُ المُصابِ ضَروسٌ و الخطبُ خطبٌ جليلُ
و الظُلْمُ أَنْشَبَ فيه مَخالِباً فَهْوَ غُولُ
لا يَصْدعُ الحِقْدُ شَعباً نَسيجُهُ مَوصولُ
ما زال في الشَّعْبِ خيرٌ يُعْزى لَهُ و يَؤولُ
أيُّها المُنْكرُ مَهْلاً في حِسِّكَ التعْطيلُ
شَعْبُ العراقِ أصيلٌ وَ ليسَ فيه دَخيلُ
ما لِلْهَوى فيهِ أَمْرٌ و الحقُّ فيه أصيلُ
ينفي الخلافَ بصدقٍ فيهِ الخِلافُ كَليلُ
لا يُفْسِدُ الودَّ رأيٌ و لا تثور ذُحولُ
بُرْدُ الوِفاقِ عَليهِمْ و التاجُ و الإِكْليلُ
يا إِخْوَتي لا تَهُونُوا مِنْ حَقِّنا التَبْجيلُ
إنَّ العراقَ سماءٌ هلْ للسماءِ أُفولُ


د خليل ابراهيم عليوي
14/1/2013