( لابدّ لي من ضجعةٍ

أرتاحها خلف المدى )

هذا كلامكَ بعد أن عاثَ الجفافُ

وراوغ الصوتَ الصدى

هذا كلامكَ للقطيعِ

على مروجِ الريحِ

عاودها التمردُ

والشتاءُ هو الشتاءُ

على هشيمِ الأفئدةْ

هذا كلامكَ

ليتني ما عرتُ سمعي

للقصائدِ ترتوي من نارِ دمعي

صاغراً لا ترعوي

- وسلكتَ دربك في غيابكَ مفْردا -

يا بعضَنا

مازلتَ تكْفِنُ بعضَنا

فمتى تكفُّ العينُ تقنعُ بالثرى ؟

(لابدّ لي من ضجعةٍ)

هي قولةٌ قيلتْ

وأشعلتِ التساؤلَ بعدها

ما الحياةُ وما المماتُ وما الهوى!

ولمَ نساقُ إلى بعيدٍ

من بعيدٍ

جرّنا حلمُ الوصولِ

شظىً توتّرَ في نسيجِ الأوردةْ !

قل لي بربكَ

ما المماتُ وما القيامةُ ما الردى !

هل باركَ الملكانِ وجهكَ بالسؤالِ

أمِ اتخذتَ من الحديثِ طرافةً

أمْ رحت تعتنقُ الأديمَ

تعانقُ الصمتَ الحقيقةَ

والرميمَ إذا بدا ؟

وتخبّرُ الأجداثُ

ما فعلَ القطيعُ

وكيف عادَ النهرُ مكسورَ الجناحِ

أماته

تبتْ يدا

هاأنت تدفنُ بالغيابِ تحفزاً

من نار قلبٍ

لا يبادله الزمانُ مسرةً

تتكفّن الآمال قبل بلوغها

لو مرةً يرتاح مثلكَ للترابِ

فلا يطيلُ المشهدا

وأبوك يصرخُ في الملائكِ

اُتركوا

هذا الفتى

هو نطفتي

قد كان طوعي

ما عصاني مرةً

ولقد دعوتُ له المليكَ فأشهدا

هل كنتَ وحدكَ نسجَ وحدكَ !

دلّني

كيف انتزعتَ من الغيومِ الدفءَ ؟

أطلقتَ الصباحَ

ورحتَ تبعثُ في السكونِ الروحَ

تطلقُ في النسيمِ شذا الندى

كلٌّ يموتُ

فلا وربكَ لا جديدٌ بيننا

كلٌّ يموتُ

وما علمتُ فتىً يقيمُ مخلدا

كلٌّ يموتُ

لمَ اتخذتَ من القيامةِ موعدا ؟

كنّا معاً

فلمن تدعْني بعد فعلتك الأخيرةِ ؟

من يلمّ القمح في زمنِ الجديبِ ؟

إذا الربيعُ على رحابِ الهجرِ

في درجِ اللهيبِ غدا

وأشعل في الحقول مدامعاً

كنّا معاً

ذُبنا معاً

ضعنا معاً

ما يومها أقدمتَ وحدك

أو تركتُكَ واحدا

لا

ثم جئنا ثم فزنا

ثم أخزينا زماناً

سرّنا آناً معاً

كم رحت تشعلُ في ضلوعي

غنوةً

ثوريةً

وأنا أسافرُ في ضلوعك مُنشدا

قد كنت تلبسُ كلّ يومٍ

ألف ثوبٍ مُوهنا

فلمَ رضيتَ اليوم ثوباً واحدا !

ما كان طرفك يطمئنُ لغفوةٍ

حقّاً أراك قد اعتليت المرقدا ***!

إن كان في الفعل الأخير جسارةٌ

فلمَ تركتَ فتاك تهزمه العصابة

أو كان في الخطب الجليل طهارةٌ

فأنا الذي

ما زلتُ في دنس الدُّنى

أُُُمسى تحاصرني الجنابةْ

والماءُ أضحى راكدا

إن حقّ لي قولٌ

بهذا الجمعِ

سوف أزيدُ عتبكْ

قد أخذتَ السبقَ دوني

قد سبقتَ الموتَ وحدكْ

هل كان في الموت انتصارٌ ؟

كان في الموت الهدى

لا تكترثْ

الحزنُ في قاع الفؤاد مسلسلٌ

الشعرُ عندي طيبٌ

والدمعُ أهونُ ما يقَرٌّ به الفتى

نمْ

اِتكئْ

هي ضجعةٌ

هي راحةٌ من رحلةٍ

أبداً وما كانت سدي .

ينــــايــــر 2003