قلْ للذي في الليل يشكو سهْدَهْ
سيفُ الصبابةِ لم تعانقْ حدَّهْ
جسرُ الرصافةِ هل دهتك عيونهُ
أم عدتَ ترسُمُ في القصائد قدَّهْ
قمرٌ عراقيٌّ يذوبُ حلاوةً
إنْ جنَّ ليل العشق سيّلَ شهْدَهْ
يمشي على بيض النعامِ تدلّلًا
طربًا ولكنْ لم يصعّرْ خدَّهْ
روحُ العراقِ حضارةٌ منسيَّةٌ
يا ويحنا لمّا أضعنا مجْدَهْ
أتضجُّ أهرامُ الكنانة حسرةً
فتجيبُها ألمًا وشوقًا جدّهْ
والشامُ ياحلواهُ يابرْدَ الصّبا
نارٌ من الألغامِ تحرقُ وردَهْ
نحن الشتات إذا أثرنا وحدَةً
صفٌّ توحّدَ والتأمْركُ هدّهْ
همْ فرّقوا أممًا وزغبَ حواصلٍ
ورضيع أرملةٍ يصارعُ مهْدَهْ
نامَ الخليُّ على النمارق مترفًا
والكادحُ المسكين يبذلُ جهْدَهْ
لن يسعرَ الزيزومُ نارَ عداوةٍ
والحاقدُ البلاّسُ يظهرُ ودَّهْ
ما سافرتْ نحو الغيومِ حمامةٌ
إلاّ لها أيدي الرّدى مُمْتدَّهْ
في قلبه يخفي المخاتلُ حقْدهُ
ويثيرُ في عينيه غصبًا حقْدَهْ
لؤمُ الزَّنيمِ دناءةٌ مطبوعة
وربيبُ فضلٍ جودهُ قد مدَّهْ
قَدَمٌ على ماءٍ وأخرى في الثرى
منْ مبلغ الخِرِّيت يسلك وهْدَهْ
ويدٌ على جمرٍ وأخرى في الهوى
يافجرُ نورك هل يسابقُ وعْدَهْ
لا يعزف العبرات نايٌ أجوفٌ
النزفُ من قلبٍ يسامرُ فقْدَهْ
يا أيّها الوشم المُعتّق أزمنًا
اصرخْ: خدين الروح يحفظُ عهْدَهْ
ما غيّرتْ حبَّ السّنِيمِ عباءةٌ
وافٍ وصافٍ لم يعكّرْ وجْدَهْ
يا قاصدًا جرد القفارشقاوةً
عرِّجْ على كوخٍ وأشعلْ سعْدَه
لن يُعرفَ الألق المطرّز في السّها
إلاّ إذا عرفَ المُطرِّزُ ضدَّهْ