من الآباء منْ يُدلِّل ابنتَه كثيراً جداً ,خاصةً إذا ما كانت وحيدته, أو وحيدةً بين مجموعةِ أبناء.
يمنحُها حباً ,,عطفاً,, حناناً ,,شفقةً,, خوفاً,, أو إحساساً عارمأ بالمسؤولية ,,حتى يُشعرها أنَّها ملكة العالم ,وأن كلّ شيءٍ دونها .
عندما تتزوَّج,,, يَصدُمها الواقع.
وتعلمُ أنَّ الرِّجالَ الآخرين ليسوا مثل والدِها, وقد كانت تظنُّ أنَّهم مثلُه,
فتشعرُ أنَّ زوجَها رجلٌ حقيرٌ ووضيعٌ بدونِ شهامةٍ ولا مروؤةٍ ولا رأفة ,
فقط,,, لأنَّه يقدِّم لها كلَّ شيء ولكن, ليس على طبقٍ من ذهب, وفقط لأنَّه يطالبها بواجباتها أيضاً ,
فهو بالتالي لا يحبّها,, ويجب أن تتركه فوراً,
واذا ما تركتهُ وتزوَّجت بآخر ,ستكتشفُ أنّ هذا الآخر أكثرُ خِسَّةً من الأوَّل , وهو أيضاً لا يحبّها , فتلقي اللومَ على الحظ العاثر ,
وإذا ما تقيّدت بالأطفال, ستعيشُ كلَّ حياتِها في معاركٍ لا تنتهي, منتظرةً لحظةَ الخلاص .
ليحذر الآباء ,وليدركوا أنَّ الفتاةَ ستدخلُ معتركَ الحياة, والحياةُ ليست سهلة .
ومَنْ كان لديه فائضٌ من الحنان والرَّغبةِ بالتَّدليل,, فليقتنِ لنفسه قطة !!

***

عندما انتهت سَورةُ غضبه ,,,وانتهى من تكسير كلِّ الأشياء من حوله,, سألته باستغراب !
لماذا؟؟؟
فقال, أرى أن كلَّ الناس كذَّابون منافقون ,
فلا أحد,,, لا أحد يعرفُ الحقيقةَ ويرى الحقَّ إلا أنا,
أنا فقط !!!!.

****

سبحان الله ,,
الكبير,,, ومَنْ يحقُّ له أن يتباهى بنفسِه وبأعماله, نراه في غايةِ التواضع, خجولاً رقيقاً مثلَ نسمة ,
ونرى أنَّ الذي يشمخُ بنفسه عالياً فوق كل قامة, يكادُ يدوسُ النَّاسَ كأنَّهم مجموعة نملٍ لا يراهم .
لا يكادُ يساوي في الواقع نملة .
وهذا كثيرٌ عليه .

****

مِنَ الغريبِ والعجيب, أنَّ كلَّ الأطرافِ المتنازعة في كلِّ مكانٍ في بلادنا , تصرخُ بحريّةِ الشعوب, ومصلحةِ الشعوب, وراحتِها, وسعادتِها, وكرامتِها,
وتصرخُ بالعدلِ والمساواةِ والحقوقِ للنَّاس جميعاً.
ومنَ الغريبِ العجيب, أنَّها جميعاً تناشدُ الشُّعوبَ للوقوفِ معها وتأييدها, وبذلِ الدَّمَ رخيصاً في سبيلِها ,الذي هو بالتالي سبيل الله والوطن على حدِّ قولهم,
ومن الغريب والعجيب أنَّ الشعوبَ دائماً تخسرُ الدَّمَ والوطنَ والحريَّة والمصلحة والرّاحة والسَّعادة والكرامة,
ولا تَرى عقبَ ذلك سوى أقدام الكراسي والعروش ,أو ربّما سيحرَّم عليهم رؤيتها حتى على شاشات التلفزيون .
فمن هو الذي من المُمكن أن يحقِّق للشَّعب شيئاً ذات قيمة ؟؟.
الولاياتُ المتَّحدة؟؟ وأصدقاؤها مثلاً ؟؟؟

****

ألم تمنحنا الأزمةُ السّورية قدرةً غير عاديّة للإبحارِ في شرايين المنظومة السياسيّة العالميّة ؟
وإن كنَّا لم ندخلْ لهذة الشرايين, ولم نبحرْ بها ونتفحّصها أكثر بكثيرٍ من قبل ,ثم ونكتشف أشياءَ جديدة ,
,فإنَّنا لن ندخلَ فيها أبداً !.

ماسة
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي