وهم الزعامة


من عجزه الذي يحفر في أعماقه الكئيبة ، يحتمي بقلعة وهمه الحصينة ، من الفشل الذي يذبح أحلامه الشريدة ، يستجير بهبَّة الوعيد العنيفة ، ينفخ في رماد زعامته الفريدة .
مِن فيه يُشتم طعم الهزيمة ، تتهدج أصوات الخيبة في حنجرةٍ ما انفكت تشقها الدعاية الرخيصة .
يرثي لحاله لسان الحقيقة الغائبة ، تارة يختبئ خلف ابتسامة ماكرة ، وتارة خلف إيماءة حزم هازلة ، وتارة يمتشق غضبة ساغبة ، ثم ما تلبث ترتد عليه قارعة حالقة .
قسماته تغْنَى بكل زاوية ، تستلقي في كل ناحية ، وفي هيئات شتى مقيمة ثاوية .
الفشل يقتات أحلام الزعامة ، يخفت الآن وهج أمل ضائع في قلب طالما نشد الإمارة وادعى الجدارة .
الزعيم يدرك حجمه في فصل النهاية ، يعود أدراجه ، ينشر حينا حدَّ آية ، ويمعن حينا في الإنابة ، يتقنع من جديد بقناع الوداعة ، والنفوس المهزومة من جديد ترمم أسطورة زعيمها المنهارة ، تستطيب الهوان وتستعذب المهانة في زمن التملق والخيانة .
إنها شبهة الإمارة !