الأستاذ أحمد رامي :
|
أبْعــدكَ غَشُــومٌ عـن أهـــلٍ |
فذهبْتَ تجـوب الأمصارْ |
يـتـجهّــمُـك العيــشُ مـرارا |
ويحــيطُ بقـلبك أسـوارْ |
صفْ لي إحساسَك و ترَسَّلْ |
بعـذوبةِ نظــمِ الأشــعارْ |
|
|
:ـ
|
يا أمي رفقًا ضُمّيني |
لأُحلِّقَ مثل الأطيارْ |
لكنَّ جناحي مكْسورٌ |
مُذْ أبعدنيْ وحشٌ ضار |
واستعمرَ عشي دولتهُ |
ورمى بي خلْفَ الأسوار |
هذا يا أمي وقْواقٌ |
هوَ فرخُ حرامٍ غدار |
وأنا ابنكِ يا أمُّ خذيني |
هل زاغت عنّي الأبصار؟ |
ريشاتكِ كمْ تُشبهُ ريشي |
والمنقارُ هو المنقار |
ولساني غرَّدَ عربيًا |
يهديكِ أرقَّ الأشعار |
أغصان الزّيتونةِ حنّتْ |
لي وبكى إكليل الغار |
أعواد اللوزةِ تعرفني |
لو نطقتْ كُشِفتْ أسرار |
أماه غدوتُ غريبًأ عن |
وطني وأجوبُ الأقطار |
أبحث عنْ مأواً يحميني |
من مخلبِ نسرٍ جبار |
منْ لفحة حرٍ تلفحني |
أو منْ لسْعةِ بردٍ قار |
وبغاثُ الطيرِ لتجويعي |
تسعى ولتشديد حصار |
ونعيب البومة يجلدني |
بعتابٍ كلهيبِ النار |
وغرابيبٌ تنعقُ: تعسًا |
للاجئِ كلّلهُ العار |
هجرَ العش الدافي جبنًا |
أم باع الأوطانَ وطار؟ |
سأعودُ اليومَ إلى عشي |
وسأسلُكُ دربَ الثوار |
تحتَ جناحي أحملُ كفني |
سأُعدّ العدَّةَ للثار |
لنْ أقبل غيركَ يا وطني |
دارًا لو جبتُ الأمصار |
فبلادُ العربِ بها عشي |
والقدسُ القدسُ هي الدار |
|
|