| 
 | 
تنبئك عمَّنْ بَثــَّهَا الأصْدَاءُ  | 
 وتـُريكَ صورةَ َ طبعِها الأشياءُ | 
وينمُّ عمَّا لامستهُ يَدُ الصَبَا  | 
 إنْ واجَهَتْكَ العطرُ والأنواءُ | 
وخصائصُ الأشياءِ قدْ لا تنجلي  | 
 فتدلُ عمَّا تحتَها الأسماءُ | 
و طبيعةُ الماضي على سُبُلِ الفلا  | 
 تعطيكَ من أوصافِهِ البيداءُ | 
وشجاعة ُالفرسانِ في ساحِ الوغى  | 
 تـُخبرْك عن مقدارِها الهيجاءُ | 
فابحثْ عن الخافي تـَجدْه فكم طوتْ  | 
 وجه َ الحقيقةِ عندنا الظلماءُ | 
فاللهُ خافٍ عن مدى الرؤيا وكمْ  | 
 دَلـَّتْ على مَلكوتهِ الأشياءُ | 
جَلَّ الإلهُ عن المثيلِ وإنما  | 
 ذِكْري له كي تفهمَ الأحياءُ | 
فلئن خَبَا صوتي فلستُ بعاذرٍ  | 
 ألا تراني المُقلة ُالوَسْناءُ | 
ولئن خفيتُ على الجهولِ فكم خَبَتْ  | 
 عن جاهليها النجمةُ الجوزاءُ | 
فالعذرُ حين أقولُ يُرخي لي المدى  | 
 أُذُنا وتَجْحَدُ صخرة ٌصَماءُ | 
لا ليس من تقصيرِ نفسي حينما  | 
 أبني وتهدمُ خلفيَ الأرزاءُ | 
ما ذنبُ من يخطو على وجهِ الفلا  | 
 و تزيحُ صورةَ نعلهِ الغبراءُ | 
يا نفسُ إن أكُ قد شقيتُ بجاهلٍ  | 
 فلقدْ شكى من قبلِك العُظماءُ | 
فلتصبري لو لم تكوني مثلهم  | 
 إنَّ التَصبُرَ  للكريــــمِ دواءُ | 
فالعصرُ يأسرهُ النكوصُ و ذا الهوى  | 
 لـفــَّتْ عليه الحية ُ الرقطاءُ | 
عصرٌ يساوي باللئيمِ أخا العُلا  | 
 فالشوكُ والأزهارُ فيه سواءُ | 
يفترُ كي يَسْبي  | 
 النفوسَ وطبعُه | 
وجهٌ نضيرٌ مثلُ خَضْرا دِمْنَةٍ  | 
 تزهو وفي أحشائها الأرزاءُ | 
فاحذرْ تصاريفَ الزمانِ وغدرَها  | 
 فالحرُّ يكـفي طرفـَهُ الإيمــاءُ | 
يا أيها الساعي إلى شرفِ النهى  | 
 إنَّ الطريقَ توجعٌ وبلاءُ | 
  | 
 قـُلْ يا بن آوى فيمَ آثرتَ النوى | 
تخطو وراءَ هواك علَّك ترتقي  | 
 تبَّا ... أليس لكم عليه وِجَـــاءُ | 
خدعوكَ.  إذ ظنوكَ - جَهْلا- "عارفا "  | 
 فالهدمُ عندك ملـَّـة ٌ وحِــدَاءُ | 
خدعوكَ .  فاستنفدتَ ألقابَ الورى  | 
 وطَفِقتَ تشتمُ من ترى وتشاءُ | 
و مضيتَ في تشريحِ ما خَطّـَ المَلا  | 
 وعِمَــادُ فــنـِّـك فاقـة ٌ وخواءُ | 
لله أمْرُكَ . من دعي حاقدٍ  | 
 يسعى فيسعى في الحِداءِ فنـاءُ | 
واللهِ لولا اللهُ . لاخترتُ الهوى  | 
 وهجوتُ حتى يستجيرَ  هِجَاءُ | 
لكنني أسمو . وأدَّخِرُ الجزا  | 
 عند العليمِ . وهكذا الحُكماءُ | 
اللهُ يحكم في القيامةِ بيننا  | 
 وهنــاك تـُكشف كذبةٌ وغِطاءُ | 
أ  " أبا الحصينِ " ولستُ أ ُحْسنُ صنعَكم  | 
 بيني وبين صنيعِكَ العلياءُ | 
دَعْواكَ في حُلَكِ الظلامِ تصوغُها  | 
 وتبثها فتــشوبها الأقـــذاءُ | 
وحروفُ شِعْري بالشموسِ أخطُها  | 
 فدروبُها – للعارفين-  ضياءُ | 
قلْ للنعاماتِ اللواتي اسْتَأسَدَت  | 
 هيهات ترعبُ سبعَها الفتخاءُ | 
ما أنت والواشون غيرَ سحابةٍ  | 
 صيفيةٍ تلــهو بــها الأهْـــواءُ | 
سيُزيل نزوة َ خُلْدِها خطوُ الهوا  | 
 وتدكُ كِذبـة َ قطْرِها الأنــواءُ | 
فاصدعْ على كلِّ الأنامِ بخيبتي  | 
 واضربْ فسيفـُك خدعةٌ وهُراءُ | 
وارحلْ... فليلُ جفاكَ ليس يُخيفني  | 
 ونهــارُ قربـكَ ليــلـة  ٌ ليــلاءُ | 
ما لي بودِّك يا أحيمقُ حاجة ٌ  | 
 تغري ولا لي في مداكَ رجاءُ | 
إني أنا من يُؤثر الهَيْجا على  | 
 ودٍّ تحيـط بوصلــهِ الأرزاءُ | 
(  ابن آوى + أبا الحصين  | 
 الثعلب ) | 
محمد الحسين الزمزمي  | 
 رجال ألمع | 
29/11/1427ه  | 
  |