|
أفاطمُ قد سطوتِ على فؤادي |
وآثرتِ العناد على الوداد |
وتلك جريمة لالبس فيها |
إذا قيست بأعراف العباد |
تقحمتِ الرؤى من غير إذني |
وقلبي رافض هذا التمادي |
لمن أشكو وكلي ليس ملكي |
وأهملني الصحاب فمن أنادي؟ |
تحاصرني الصحائف والمرايا |
فلا صحوي يطيب ولا رقادي |
دعي هذا التمرد واسمعيني |
لعل النصح يفضي للمراد |
فللشعراء أفئدة حيارى |
يهيم سراتها في كل واد |
وإني شاعر زادي حروفي |
وقد سلبت وبيعت بالمزاد |
وإني فارس أرداه دهر |
بأول صولة يكبو جوادي |
وأشعاري ومن ذا يشتريها |
وأحلامي وذابت في مدادي |
وأشرعتي تلاشت عن مداها |
وأيامي سواد في سواد |
وأفكارٌ تعج بها الزوايا |
وقد وئدت وماتت في المهاد |
ومن حولي الحسان أقمن ندبا |
على هرم أطاح به الأعادي |
بيوتي لاسقوف لها وليست |
على الإطلاق من ذات العماد |
ولي زوج إذا قابلت أنثى |
تدور الدائرات على العباد |
لها جيش تعززه السرايا |
وأرتال مطورة العتاد |
كما الزلزال إن لاحت عصاها |
وشدة بأسها في الإرتداد |
ومهما أظهرت من صفو ود |
فإصبعها الكريم على الزناد |
فإن شئتِ الولوج إلى المنايا |
تعالي والبسي ثوب الحداد |
فإني واثق أن لاتعودي |
وإن رُمتِ الوقوف على الحياد |
فمالك والهوى هل جن دهر |
ليجمعنا على ذات الوساد |
فلا تغريك فلسفتي ونبلي |
كفاك الله ماتحت الرماد |
أفاطم قد رجوتك فاتركيني |
وخافي الله إذ نادى المنادي |
فإني مسلم تلكم صفاتي |
وأبعد ماأكون لقوم عاد |
أيا بنت الكرام كفاك هزوا |
ألا فكي قيادك عن قيادي |
وخلي عنك إسراف الصبايا |
ألا عودي إلى سبل الرشاد |
وهيا للسلام نشيد صرحا |
وبي سر يباح على انفراد |
أنا العبد المسير ضاع عمري |
وحسادي كأسراب الجراد |
كتبت وصيتي وحزمت أمري |
ألا ياقوم حي على الجهاد |
وتبا للمنى ولمبتغيها |
إذا كانت بتقبيل الأيادي |