| 
 | 
أعِيدِي يَا غُيومَ الصَّمْتِ شَمْسِي  | 
 وردِّي عَن فُؤادِي كلَّ بُـؤسِ. | 
فَإنِّي في بِحَارِ التيـهِ أمْضِـي  | 
 كأنِّي مَا وَعيتُ عِظَاتِ دَرْسِي. | 
ظِلالُ الشِّعْرِ أغْرَتْنِـي بِـرِيٍ  | 
 بِهِ لَحْنُ المَـودةِ مَـاءُ أُنْـسِ. | 
وأجْهَدَنِي مَسَـاءٌ لا يُـوارِي  | 
 سوى ظل بَكتْهُ فُصُولُ أَمْسِـي. | 
هُمُومِي فـي تَوالِيهَـا عَـذابٌ  | 
 وَبَوْحِي لا يُصبِّـرُ أو يُنَسِّـي. | 
فَـلا قَلَمِـي يُمَنِّينِـي بِفَـنٍ  | 
 ولا وَرَقِي يُعَانُقُ فـيَّ حِسِّـي. | 
ولا الآمالُ تَسْقينـي، فأحْيَـا  | 
 عَلى ذات ِالطريقِ بغيرِ يَـأسِ. | 
ولكن هَدَّني مَا ضَـاعَ منِّـي  | 
 وَحَرَّقَ مُهْجَتِي وأذابَ بَأسِـي. | 
وزادَ الهمَّ فـي رُوحِـي بَـلاءٌ  | 
 ألمَّ بِقِبْلَـةِ الإسـلامِ قُدْسـي. | 
أراهَا بالشدائـدِ كُـلَّ يَـومٍ  | 
 وَبُعْدِي عَنْ ثَرَاهَا ليسَ يُنْسِـي. | 
فأذْرِفُ دَمْعَةً تَجْتَـاحُ صَمتًـا  | 
 عَلى وَجَلٍ وَضَعْفٍ دُونَ هَمْسِ. | 
وأصْمُتُ ثُمَّ أصْمُتُ ثُمَّ أغْـدُو  | 
 عَلَى بَابِ المَنِيَّةِ قَـابَ قَـوسِ. | 
وأرسُـمُ حُقْبَـةَ الآلامِ بَحـرًا  | 
 وأَمْزجُ فكرَتِي بِخُواءِ كَأسِـي. | 
فهل يَا قِبْلَتِي الأُولَـى سَأحْيَـا  | 
 لأشْهَدَ في فَضَائِكِ كُلَّ عُرْسِ؟ | 
يُرَاودُنِي خَيَـالٌ فـي مَنَامِـي  | 
 بأنِّي فيكِ أَحْيَا بَعْـدَ حَبْـسِ. | 
فإنِّي مِنْكِ، هَذَا لَـونُ دَمِّـي  | 
 مزيجٌ مِنْ ثَرَاكِ ومَـا بحِسِّـي. | 
وأنتِ وشَعْبُكِ الغَالـي بِقَلْبِـي  | 
 وفِكْرِي فِيكِ يُصْبحُ ثُمَّ يُمْسِي. | 
فعُذْرًا إنْ أَتيْتُ اليـومَ حَبْـوًا  | 
 عَلَى حَرْفٍ يُسَطِّرُنِـي بِتَعْـسِ. |