اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفرحان بوعزة مشاهدة المشاركة
.... بخفة صعدت القطار، استويت في مكاني بعدما وضعت أغراضي .. أخذت كراستي كالعادة لأسجل حدثاً صامتاً ، تفاهة انفلتت من البشر، قبالتي فتاة أعتقد أنها جميلة ، شيء ما حرك عواطفي .. من تحت الأجفان كنت أسرق النظرات ، من تحت الملابس أعترض صدرها الممتلئ . نظراتها طائشة ، حركاتها مستفزة ، تبتسم وتتدلل .. بعيني شربت اللحظة ، بقلبي أحرقت الدم الدافئ ، فعرفت أن الحظ كشف عن وجهه ، وأخيراً ابتسم ، لكني تمنيت لو توقف عن ابتسامته .. أخاف أن أكــون صديقاً للحـزن الدائم ..؟
نظرت من النافذة ، عيناي تتابع هروب الأشجار خلف القطار، قلبي يرقص مع السراب .. عقلي يجس نبضات قلبها ، يدي اليسرى تتحسس جسمها الضائع .. وأنفي ينتشي بالعطر الفائض عن ملابسها ..
كان الفضاء يجري وراء القطار، والقطار ينسل بصعوبة من قوة الرياح . التفت إليها على حين غرة ، وددت أن أحمل لها سري ولو من تحت الأجفان ، لكني لم أجدها ..
الكاتب المبدع الفرحان بوعزة
نص قصي شائق حقا ، حلقنا فيه مع بطلك في تجربته السريعة السرابية
مع الحدث السريع الذي عبر عنه الكاتب بلسان حوار داخلي للبطل ناسب حالة حديث النفس في مثل هذه الحالات ، لفت انتباهي أمران ،
أولهما انشغال البطل ولو لوهلة بالأشجار الهاربة خلف القطار ، ولا يبرر ابتعاد النظر عن ذلك الجمال الأخاذ إلا حالة الحياء التي لدى بطلك ،
الأمر الثاني قولك ، أعتقد أنها جميلة ، وهذا أراه أضعف الوصف والنص ، فمن يؤخذ بجاذبية أنثى بحيث يعتبر أن الحظ ابتسم له ، لا بد أن يجزم بجمالها بل أن يعتبرها رائعة الجمال ، أقله في تلك الحال ، وذلك أن هذه جملة وصفية وليست عبارة حوارية مع طرف آخر يمكن أن تفسر بخجل قائلها أن يصرح بمكنون قلبه .
تقديري الكبير لإبداعك الجميل أخي
ولك تحية عطرة