تَعَباً يَزِيدُ بُكَاءَنَا التَّعَبُ غَضَباً وَلَكِنْ بَعْضَهُ كَذِبُ
وَهْنٌ أَصَابَ عِمَادَ أُمَّتِنَا حَتَّى تَقَطَّعَ بَيْنَنَا السَّبَبُ
حِجَجٌ تَوَالَتْ غَيْرُ مُجْدِيَةٍ تَزْهُو المَظَاهِرُ وَالنَّوَى خَرِبُ
مِنْ ضِرْعِ صَبْرٍ مَا بِهِ لَبَنٌ أَضَحْتْ شِفَاهُ النَّاسِ تَحْتَلِبُ
وَبِلَا مَدَامِعَ مِنْ غَيَاهِبِهِ أَمْسَتْ عُيُونُ اللَّيْلِ تَنْتَحِبُ
آفٍّ مِنْ الدُّنْيَا إِذَا كَبُرَتْ فِي عَيْنِ مَنْ لِلْظُّلْمِ يَنْتَسِبُ
آفٍّ مِنْ الدُّنْيَا إِذَا ابْتَسَمَتْ فِي عَيْنِ مَنْ للَّهْوِ يَنْجَذِبُ
آفٍّ مِنَ الدُّنْيَا إِذَا كَسَفَتْ شَمْسُ الهُدَى وَالكُفْرُ مُنْتَصِبُ
آفٍّ مِنَ الدُّنْيَا فَهَلْ عَلِمَتْ أَنَّ القُبُورَ لِجَمْعِنَا قُبَبُ
فَهُنَاكَ مَنْ بِالدِّيْنِ مُسْتَتِرٌ وَفِعَالُهُ فِي سِتْرِهِ شَغَبُ
وَهُنَاكَ إِمَّعَةٌ بَلَا وَتَدٍ هَيْهَاتَ يَعْلَمُ أَنَّهُ ذَنَبُ
هَلْ يُدْرِكُ الكُفَّارُ أَنَّهُمُ لِلنَّارِ مِنْ طُغْيَانِهِمْ حَطَبُ
لَا تَعَلَمُ الأَنَعَامُ كَيْفَ أَتَتْ أَوْ كَيْفَ بَعْدَ الرَّعْيِ تَنْزَرِبُ
لَكِنَّهَا مَقْرُوعَةٌ بِعَصَا وَلَهَا العَرَا وَالمَمْهَدُ الرَّحِبُ
وَبِهَا مَنَافِعُ لَسْتَ تُدْرِكُهَا فَالأَكْلُ وَالأَصْوَافُ وَالقِرَبُ
مَا غُصَّتِي مِنْ كُفْرِ مَنْ كَفَرُوا بَلْ مَنْ لِدِينِ مُحْمَّدٍ نُسِبُوا
زَيْفاً بَغِيَّةَ نَيْلِ مَصْلَحَةٍ أَوْ أَنَّهُمْ فِي عُرْفِهِمْ كُتِبُوا
فَمَتَى المَآذِنُ لِلصَّلَاةِ دَعَتْ بِفَلَاحِهِمْ أَثْنَاهُمُ التَّعَبُ
أَمَّا المَسَارِحُ يُرْصِدُون لَهَا وَفْرًا فَقَدْ أَغَرَاهُمُ الطَّرَبُ
فَإِلَى الرَّدَى أَمْوَالَهُمْ بَذَلُوا وَعِنِ الهُدَى أَلْبَابَهُمْ حَجَبُوا
هَذَا تُغَرِّرُهُ مَلَذَّتُهُ بَيْنَ النِّسَاءِ حَيَاتُهُ لَعِبُ
وَالجَهْلُ عَلَّمَ ذَا حَمَاقَتَهُ وَالبِطْرُ أَشْغَلَ ذَاكَ وَالعُجُبُ
وَالبُغْضُ فَرَّقَ شَمْلَ أُمَّةِ مَنْ نَادَى اتِّبَاعاً فَالوِدَادُ أَبُ
يَحْتَالُ مَنْ لِلدِّينِ فِي رَصَدٍ وَالمُسْلِمُونَ طَرَائِقٌ شُعَبُ
وَالخَيْرُ أَيْنَ القَائِمُونَ بِهِ وَالشَّرُ كَيْفَ الشَّرُّ يَنْتَصِبُ!
وَالمُهْطِعُونَ رُؤُوسَهُم قِصَراً يَدْعُونَ هُبُّوا أيُّهَا العَرَبُ
لَا العُرْبُ تُجْدِيكُمُ وَلَا عَجَمٌ قُومُوا إِلَى الرَّحْمَنِ وَارْتَغِبُوا
فَالنَّاسُ بِالرَّحْمَنِ أَمْرُهُمُ خَيْرٌ وَبِالأَهْوَاءِ هُمْ خُشُبُ
وَالنَّفْسُ تُقْضَى سُنَّةٌ عُلِمَتْ تَفْنَى الجُسُومُ وَتَبْلَعُ التُّرَبُ
وَالبَعْثُ حَقٌّ سَاءَ مُنْكِرُهُ فَلِكُلِّ عَبْدٍ فِيهِ مُنْقَلَبُ
أَيْنَ الجَبَابِرَةُ الأُلَى بَطِرُوا بَلْ أَيْنَ مِنْ جَبَرُوتِهِمْ ذَهَبُوا!
يَوْمَ الحِسَابِ فَلَاتَ حِينَ فِدَاً أمٌّ تَفِرُّ لِشَأْنِهَا وَأَبُ
وَابْنٌ كَأَنَّكَ لَسْتَ مُنْجِبَهُ لَاهٍ , وَمَنْ حَابَاكَ يَصْطَحِبُ
صُحُفٌ مُنَشَّرَةُ بِمَا عَمِلَتْ كُلُّ العِبَادِ وَدُوِّنَتْ كُتُبُ
يَا بْنَ التُّرَابِ اعْمَلْ لِنَفْسِكَ لَا تَعْمَلْ عَلَيْهَا حَيْثُ تَكْتَسِبُ
اقْرَأْ كَتَابَكَ بِاليَمِينِ وََلا يُؤتَى الشِّمَالَ فُدُونَهَا اللَّهَبُ



رد مع اقتباس



