[في محاضراتي لأدب الطفل سمعت الدكتور يقول:الطفل ثروة كبيرة يجب استثمارها فهو كالسيل المتدفق الذي نضع له السدود لننظمه فإذا أهملناه فسنغرق في هذا السيل..
تعجبت في البداية من كلامه فقلت في قرارة نفسي
أنا كنت طفله و عشت طفله هل كنت مهمة لدرجه أن تصبح لي مادة تدرس بالكليات؟
ضحكت في البداية ولكن كاد الفضول يقتلني فقلت لأطبق كلام الدكتور فربما أجد جواباً على استغرابي ويوضح مدى جهلي من هنا بدأت التجربة بعنوان: تحدي المجهول
الأدوات: قصص،مجلات،مسرحيات وأشعار خاصة للطفل، وطفل صغير
الخطوات:
حكيت لأخي قصصاً لها معايير خاصة يتنوع القالب الفني للقصة كالسرد المباشر،الرسائل أو المذكرات اليومية
أو مسرحيات تشاهد أو تقرأ
وأشعار خاصة لها كأشعار شوقي للأطفال مثل
يمامةٌ كانت بأعلى الشجرة***آمنةٌ في عشها مستترة
فاقبل الصياد ذات يوم***وحام حول الروض أي حوم
فلم يجد للطير فيه ظلا***وهم بالرحيل حين ملا
فبرزت من عشها الحمقاء***و الحمق داء ماله دواء
تقول جهلا بالذي يحدث***يا أيها الإنسان عما تبحث؟
فالتفت الصياد نحو الصوت***ونحوه سدد سهم الموت
تقول قول عارف محقق ***"ملكت نفسي لو ملكت منطقي

فطلبت منه استخراج العبر و الدروس المستفادة من الأبيات الشعرية فيجيب لي
أن أعرف عدوي وأحذر منه- حفظ اللسان و أن لا أفشي أسراري فأسلم
النتائج:
ذهلت ولكن ذهولي كان يزداد مع الأيام لأنه أصبح يفرق بين الشعر والقصة والمسرحية
فأصبح أديباً صغيراً يحكي القصص و المغامرات وينطق أحيانا شعراً لكن ليس منظوماً كلياً...المهم كما قال الدكتور :أن ننتج أديباً ينفع الأمة بقلمه ولسانه
أدركت مدى جهلي كثيرا ًوتذكرت مقولة المؤرخ الشهير ول ديورانت الذي كتب تاريخ العالم في 42 جزءاً"قبل سنتين كنت أعرف كل شئ أما الآن فأنا لا أعرف شيئاً وتذكرت شعرا الشافعي عندما قال:
كلما أدبني الدهر***أراني نقص عقلي
وإذا ما ازددت علما***زادني علما بجهلي

في يوم من الأيام تصفحت أحد المواقع في الإنترنت وكأن الايام تقول لي انظري ..... كيف تعالجين هذا؟ وكيف تقفين بوجه التلوث المنتشر؟ حينها تذكرت كلام الدكتور وأهمية المادة
هذه أسئلة أوجهها لكم أيها الأباء...........
س1:هل تجلسون مع أطفالكم لتشاهدون فيلما كرتونيا أو مسرحية
الإجابة لا فلماذا ينزل عقولنا إلى مستوى الأطفال
س2:عندما تشترون فيلماً خاصا للطفل هل شاهدتموه قبل أطفالكم
ج2:بالطبع لا فلماذا نشاهده وهو مجرد رسوم لا أقل و لا أكثر

بهذا الإهمال سنخسر ثروة كبيرة لا تقدر بأموال
إن الغرب لم ولن ينسى أمة محمد فأصبح يزرع سمومه في عالمنا العربي وقد وجه نظره للطفل فتلطيخ عقل طفل كفيل في تدمير أمةٍ كاملةٍ فبدأ في زرع بذور الفساد للطفل فيسقيها بالأفلام وأشرطة البلي سشيشن وغيرها ليخرج جيل مريض يصعب علاجه سأعطيكم فيلم كرتوني الكل يعرفه وهو القط المغلوب على أمره توم و الفأر المشاكس جيري ولكن
من يشاهد هذا الفيلم يجيب عن الأسئلة
ما الغرض من إنتاج هذه القصة وكتابتها "
ماذا تحمل هذه الرسوم من أفكار؟
وأي قيم تزرع في نفوس أطفالنا؟
ما الجيل الذي يخرج بسبب إغفالنا؟

هذه صرخة من فتاة عاشت في يوم من الأيام طفله في هذا العالم وقاست و تألمت فرحت وضحكت وعرفت معنى الإيمان والصبر الذي حماها من غدر الأيام و خبثها لن أطيل عليكم ولنبدأ المسلسل الكرتوني:
توم وجيريhttp://yawwar.net/showthread.php?s=&threadid=13846