بكأس رشيق هل يعيد لنا يده دبيبُ المنافي بعد أن كَفَّ ساعده ؟
وعن وشوشات الغيم للنهر ديمة سترتد حتى ترشف الريح رافده
لو استعرضت أقداحها كرمة الحِمى لما أنكرتها بالسواقي معاهده
وأجرى عليها موطئَ البوح مجلس يلملم فيها الكبرياء وسائده
أهشُّ الدجى وحدي فتهتز ليلة تُساقط أوراقا سوى الموتِ فَاقِدَهْ
لي العذر في تأنيب عينيك بالسما وروحي بكل الشوق أبدت مساعده
ولا عذر لي فالطفل يلهو بخاطري شقيا إلى ألعابه قاد والده.
غريب أنا والصد حولي مخيم وصارت جهاتي قبلة الشوق جاحده
وكانت حروفي مرضع النور ياهدى فصارت لالآف القصائد والده
وكانت لها تجثو القوافي تجِلَّةً فباتت على أعراشها اليوم هامده
أنا لاجئ أنكرتُ أطراف خيمتي ولكنها في موضع الجرح واحده
وحظي طري العود لم يكمل الندى ولم يبدأ الأفراحَ حتى شكا يده
أجند للآهات وجدي وحرقتي ولم تترك الأشواق بالصدر شارده
وفي غيمة فتشت عني فلم أجد سوى نجمة في صفحة القلب خالده
لها وجه ميسان وعينان للهدى تعيدان للصفح الجميل طرائده
وليلي جدير بالقناديل إنما تراءت لعيني من يد الفجر صاعده
وتبدي شجوني ميزة الحلم، لا أخ عليه تحرَّى أيَّ بئرٍٍ محايده
إذا لم تجودي بالدموع التي جثا لها الفضل فالأحزان تبكي مواجدَه
أمن دامس يعزى لخطواته السُّرى وقد أغمد الأفق المسجى فراقده
رقيُّ اعتدال تحت أنظار حكمة تراءى له التسويف من دون فائده
فأسرعت في تجديد عهد وكلما تنفست دربا أغمض الخطو عاقده
وقد حذرته الأمسيات من الدجى فكان يصم العين قبل المشاهده
ولم يكترث بالسهد إن مل طرفه فيمضي مهيض النجم يرعى قصائده
طلول تدر الشعر جراء موقف وها قد أتاه الشعر حتى يساعده
أحاول تقييدي إلى جذع غيمة فألمح من أوصال حلمي زوائده
إذا أجهشت كفاي بالصفح فالنوى مع الفجر يأتي كي يلم جرائده
خذي من دمي نهرا تخطَّت ضفافُه أمام العيون الخضر عشقا روافده















