| 
 | 
ثلاثـون عـامـاً طيّـبَ اللــهُ قبْــرَهَـــــا  | 
 فـيــا ليْـتَـنـي أحْيَــا ثـلاثـيـنَ مِثْـلَهَا | 
كـأنّــي بنِصـفِ العُـمْـرِ بـِنْـتٌ تَـيَـتَّمَتْ  | 
 فهَـلْ كُنْـتُ أَلْـقَـى للـيَـتـيمَـةِ أُمّـَهَــا ؟ | 
تَمُـرّ بِيَ الأيّـــامُ حـيـنـاً تـضــاحـكـتْ  | 
 وحـيـنـاً تـبـاكَـتْ، لسْتُ أعْلـمُ سِرَّهَا | 
أعيــشُ سُــوَيْعَـــاتٍ لأَمْــرِيَ جـــاهِلاً  | 
 فما كنتُ أدْرِي مـا تُخَـبِّـئُ تَـحْـتَـهَا | 
أَبِــيـتُ أُقَــاسِــي فــي حِـمَــاهَـا مشقّـةً  | 
 ومِنْ جِلْــدِيَ المكْــلُومِ أَدْفَعُ مَهْرَهَا | 
ولســـتُ أُبَـــالي بالنّــوائبِ حَــوْلـــهـا  | 
 عنــاكـبَ بالآلافِ تــنْسُــجُ بَـيْـتَـهَـا | 
خُلِـقْـتُ وهـذا البُـؤْسُ بعضُ طفـولتـي  | 
 نَرَى بعضَنَا كالأُخْتِ تعرفُ أُخْتَهَا | 
إذا مـــا ذكـــرتَ البؤْسَ أنتَ ذكرتَنِــي  | 
 فحيثُ ذَكَـرْتَ العـينَ تـذْكرُ جفْنَهَا | 
نصيبــي منَ الـدنيـــــا غِلابـــاً أخـذْتُـه  | 
 ومــــازالـتِ الأيّــامُ تنْـفُـثُ سُمَّـهَا | 
مضَى نصفُ نفسي كالسرابِ ونصْفُها  | 
 على صفحةِ الأقدارِ ترْقُبُ دوْرَهَا | 
سـأغْـرِفُ من شعـرٍ كأنِّــيَ شـــــاعرٌ  | 
 وأُبْـلِــغَ أيّامِــي المــريــرةَ حُلْوَهَـا | 
أُغَـــازِلُهــا كيْ لا تُــعِيــدَ مـذَلّـــتـِــي  | 
 كمـــا تَذْكُرُ الأشعــارُ ليْلى وقَيْسَهَا | 
أبوحُ لهــــا- كـــالمُسْتَجِيــرِ بعنتـــرٍ-  | 
 بخَوْفِـــي، وأنّــي لنْ أُمَــازِحَ سيْفَهَا | 
ألَـــنْ تَحْـــرُسينِــي والزمــانُ مُخَاتِلٌ  | 
 له صَـــوَلاتٌ لســـتُ آمَـــنُ مَكْرَهَا ؟ | 
حنَانَيْكِ.. ضاقَ الصّدْرُ لمَّا تــرَاكَمَتْ  | 
 عَلَـيَّ ظُـنُـــونٌ مــا تَحَمّــلْتُ ثِـقْـلَهَا | 
ظـنـنـتُ علــى جـهْلٍ بــأنَّ زَمَــانَـنَــا  | 
 يسوقُ منَــايَــانَـا لِتُــطْـلِـقَ سَـهْمَهَـا | 
فــلا تَقْبَــلُ الأزمــانُ نصْفَ معيشــةٍ  | 
 لِـذا تَرْهَبُ الأيــــامُ في الناسِ فَقْرَهَا | 
ألَا ليْت شِعْرِي ما وُلِدْتُ على الثّرَى  | 
 لكيْ لا أرَى الدّنيا ولا أعْرِفَ اسْمَهَا | 
لكِ اللـهُ مِـنْ مَفْجُـــوعَةٍ يــا مَذَمّتِــي  | 
 منَ الدهرِ أحْـداثــــاً ستُـنْـجِبُ نَفْسَهَا | 
سَـأَمْنَـعُ عيْنِــي أنْ تسِيــــلَ دُموعُها  | 
 وأرْجُــو البَلايـَــــا أنْ تُخَفِّفَ وَطْأَهَا | 
أَعُـــودُ إلـى مَهْدِ الكـــــلامِ وبَـدْئِـــه  | 
 لأقْـــرَأَ مَتْـــنَ العَهْـــدِ بَيْنِـــي وبَيْنَهَا |