سأموتُ في غُرْبتكَ
أشتهي وأحْلمُ
لأسيرَ على أحجارِ هذا الوعْدِ
أتجددُ في أبجدِياتي
وأموتُ زماناً لم يكنْ زماني
وأموتُ على حجارةٍ كانت حجارتي
وعلى تُرابٍ كنوزُهُ قبورٌ ودِماءٌ
أهُزُّ أعْمِدةَ مدينتي وأشهدُ التوبةَ
في يدي صَكَكتُ دموعَ الشوارعِ
الأزقَّة...الحاراتِ المكتظّةَ
وكلَّ الذكرياتِ

سأموتُ وانا أحضُنُ قُبلةَ ثراها
تتندّى على ضَفائري
ورائحةِ المسْكِ تَختلطُ بدُموعِ الرحيلِ
والتيهِ وأبوابِ الفقراءِ
وفيكَ وعنكَ حزنتُ دوماً
ورفعتُ ثِقْلَ الكلماتِ
صلَّيتُ بعد الصلاةِ بحراً من دعاءٍ
وقابلْتُ وجهي وأنا أمتلكُ
الموتَ في كلِّ أرواحِ الشهداءِ

احتلَّني الحديثُ عن تفاصيلِ لحْظةِ وداعٍ
وأشتهي ذِكْراكَ عن تفاصيلِ لحْظةِ وداعٍ
وأشتهي ذكراكَ في لحْظتي هذه أشهدُ بياضَ كفنٍٍ لي في غَفوةٍ

أراهم..ألمِسُهمْ في جَنَّةِ الطُّهرِ
وبعيداً عنْ مسافات النورِ
ألبستَني أكاليلَ الورودِ
في أغنيةِ الرَّحيلِ
وعلى مِصْباحِ صمتيَ الهَرِمِ
واشيائيَ الراحلةِ في كَفنِها
كيف بزغْتَ فردوساً في جنّاتِ عيْني
وكسوتَ جسديَ المعطَّرَ بشلالاتِ دُموعٍ
تنيرُ عتماتِه المنسيّةِ
وأنا أمشي إبراً وراءَ سرابٍ يمْحوه الغُبارُ
اشتاقُكَ
أشْتاقكَ من أوَّلي حتى آخِري
كلما عاندني الرحيلُ
أسْتبيحُ كلَّ المسافاتِ لأتيقَّنَ
أنني المرأةُ البحرُ
وأغنيةُ الزعفرانِ

إيمان مصاروة // القدس