وقليل ماهم ... يامعري
بقلم خليل حلاوجي

في ليلة راق لي النظر فيها الى النجوم واتذكر كل الشكوك التي حاصرت سيدي ابراهيم عليه السلام وتأملته في لحظة من عمر هذا الزمان ووحده عليه السلام يقول الله ربي وكل الارض تنادي خلاف ذلك وكيف وصل الى ذلك اليقين الذي أطمئن به قلبه السليم والتحول عنده بدأ من ربه النجوم الى القمر الى الشمس الى ان فتح الله له كوة صغيرة فنظر بها الى ملكوت الله الشاسع فبرء وهو السقيم ......... ببرد اليقين
ومابين سنة ومابين نوم جاءني طائف فتذكرت ابا العلاء وهو مثلي جد حزين على فراق المودة
مع الاحبة اذ الموت سارق دق شخصه لانحس بسرقته بل ولا نقيم عليه الحد فهو من جنود الله الذي لايعلمها الاهو ... جل في علاه
وابو العلاء أخفى دمعة ترقرقت على خدي الذي وجدت معها وريقات كتبت بخط يديه رحمه الله وسقاه من رضاه حتى يرضى

قمت من منامي خائفا" وجلا" واشعلت سراجي الذي صاحبني منذ سنين ولا تتعجبوا ونحن في مطالع القرن الواحد والعشرون وفي بلدي النفطي الغالي ... لانملك نعمة الكهرباء الا القليل منها
أضاءت لي مشكاتي أحرفه النقية وهو يرد على أحد المتخرصين المعترضين على بيتيه

ياعالم السوء ما علمنا
............ أن مصليك أتقياء
لايكذبّن امرؤ جهول
.......... مافيك لله اتقياء

فكتب ابو العلاء يرغم انف المتحامل عليه يقول

هذه مخاطبة لعالم السوء دون عالم الخير ومعلوم عند كل ذي لب انه ليس فيمن وصف بذلك خير ولا يلتمس عنده مير ولو قال القائل لمن هلك من ثمود او عاد مافيكم ولي لله لكان صادقا" برا"
وفي هذه الامة معشر كفرة كلهم يزعم انه لله ولي
وان شيوخه الذين ياخذ عنهم ابرار اتقياء وكل فرقة مدعية على الاخرى ضد ذلك
وفي الكتاب العزيز

( وان كثير من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ماهم)ص 24

وان هذا لصدق خالص ان الصالحين في البشر لاقل من الغراب الاعصم بين الغربان
وافقد من التمرة في غير الابّان
واما ذم المصلين الذين ينطوون على نية ليست بجميلة فقد نطق به الكتاب العزيز

( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون)

وقد كان بعض الناس ممن شاهد النبي عليه الصلاة والسلام يحضر الصلاة خلفه ثم تبين انه ضال مخالف بدليل قوله تعالى

( واذا رأوا تجارة" او لهوا" انفضوا اليها وتركوك قائما قل ماعند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين) الجمعة 11

وكان دحية الكلبي يقدم بالتجارة من الشام فاذا قرب من المدينة ضرب له طبل ليخرج اليه من يرغب في الشراء واتفق انه قدم والنبي في الصلاة فلما سمع من خلفه صوت الطبل تركوه قائما وتبادروا الى التجارة فنزلت هذه الاية....

ولكأني ألحظ الذلة لازالت معقودة من معطس معترضه الذي لم يناضل بسهم مقرطس

ولا أخفيكم ياأحبة تمنيت طيفه الزائر لاسأله عن معنى الغراب الاعصم
ومن يدري .... ربما يتمم علينا مكارمه ويأتينا من حيث لاأدري
فانتظروا أني معكم من المنتظرين

محبكم ...الحلاوجي
وانتم أحباب غربتي