نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


عندما ترى الفراشات النور من بعيدٍ تسعى إليه جاهدةً حتى تصله، فتحط عليه غير آبهة إن كان نعيمَ نورٍ أم جحيمَ لهيب، دون أن تتساءل هل فيه حياتها وبقاؤها أم هو الهلاك بعينه وسر فنائها؟
تحتضنه نشوى ظانةً أنها وجدت مرامها المنشود
وإذا بها وبكامل إرادتها تحتضن أسباب موتها
واهمةٌ هي حالمة
ظنت أن باحتضانها شعاعَ النور ستتمتع بأكاليلَ ذهبيةٍ أو تجني قطراتٍ لؤلؤية أو تمتلك وميض الألماس لتزيد من روعة الإحساس
ما علمَتْ أن الشعاع سوف يخطف عمرَها قبل بصرها
وأكاليلُ زهورٍ سوف توضع على ضريح شهيدة الوهم
وأن قطراتِ اللؤلؤ لابد أن تستحيلَ دموعاً في محجر أنفاسها
فمن يستطيع أن يمسحها إن استطاع رؤيتها ؟؟
لعلنا نجد منديلاً ورقياً تائهاً في مفترق طرقٍ تتقاذفه الرياح بالكاد نمسكه، فنجده متعباً ممزقاً، أنهكه طول ترحالٍ وتنَقـُّلٍ بين موانئ الدموع ومرافئ الوداع
لنجد أنفسنا من جديد بحاجةٍ إلى ترقيعه وتشذيبه كي تدب فيه الأنفاس ويستعيد حياته، ومن ثم نتلمس به دموعها
وكلا الأمرين مستحيلٌ أكثر من الآخر
فدموع الحالمين لا تمسحها مناديل الوهم
وليس لها اليوم مني عزاء إذ ...
لا عزاء للحالمات

فقط أناديها فأقول :
أيتها الفراشة الحالمة
قبل أن تحتضني اللهيب، انظري للأسفل قليلا لترَيْ دموع الشموع تتساقط وهي تنصهر تحت جبروت النور!!!
فما كل نورٍ نعيم... وما كل ظلامٍ شقاء.

تحيـــــ ااااانقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ااااا ـــــتي