أَنْتَ ماذَا يا غُروبْ
أَبُكاءٌ أمْ شُحوبْ
أمْ وريدُ الشَمْسِ أَضْحَى
نَازفاً يَشْكو الخُطوبْ
أَيُها العَاتِكُ دَعْني
إنني صَبٌ أَذُوْبْ
هَلْ قَتَلْتَ الضُوءَ عِنديْ
أَمْ تُرى مَاتَ الهبُوُبْ
يا عَجيباً لستُ أَدريْ
كَيْفَ تَنْعاكَ الدُروبْ
كَيفَ والأَكفانُ تبَدو
غَيمةً سَكرى غَضُوبْ
أَنْتَ نَارٌ قَدْ تَعَالَتْ
ثُمَّ أَغْواها الشُبُوبْ
أَنْتَ مِصْبَاحٌ حَزِيْنٌ
فِيْهِ أَسْرَارُ القُلُوْبْ
أَنْتَ طِفْلٌ دُونَ أُمٍّ
وَيْحَ مَا تجَنْي الحُرُوْبْ
هَلْ سَأَلْتَ البَحْرَ يَوْماً
كَيْفَ تَكْسُوْه الذُنُوْبْ
أَمْ قَرَأْتَ الفَجْرَ لحَنْاً
مِنْ مَفَاهِيْمِ الكُرُوبْ
أَمْ جَمَعْتَ الوَرْدَ مِثْلِي
ثُمَّ أَعْيَتْكَ الطُيُوبْ
لَسْتُ أَدْرِيْ فِيْمَ تمَضي
مُسْرِعاً تَهْوَى الوُثُوبْ
إنَّهُ اللَّوْنُ يُعَــانِي
فِيْكَ يا هَذا المَشُوْبْ
إِنَّهُ اللَّيْلُ فَهَيَــا
قَدْ أَتَى وَقْتُ الهُرُوْبْ