ومضاتٌ مُشتعلة

إلى ( نصف رجل ) أبعث بهذا النص ونصب عيني كل أخلاقيات الحرب على أمل أن أراه نزيها في حروبه ذات يوم :

تنبئك عمَّنْ بَثــَّهَا الأصْدَاءُ وتـُريكَ صورةَ َ طبعِها الأشياءُ
وينمُّ عمَّا لامستهُ يَدُ الصَبَا إنْ واجَهَتْكَ العطرُ والأنواءُ
وخصائصُ الأشياءِ قدْ لا تنجلي فتدلُ عمَّا تحتَها الأسماءُ
و طبيعةُ الماضي على سُبُلِ الفلا تعطيكَ من أوصافِهِ البيداءُ
وشجاعة ُالفرسانِ في ساحِ الوغى تـُخبرْك عن مقدارِها الهيجاءُ
فابحثْ عن الخافي تـَجدْه فكم طوتْ وجه َ الحقيقةِ عندنا الظلماءُ
فاللهُ خافٍ عن مدى الرؤيا وكمْ دَلـَّتْ على مَلكوتهِ الأشياءُ
جَلَّ الإلهُ عن المثيلِ وإنما ذِكْري له كي تفهمَ الأحياءُ
فلئن خَبَا صوتي فلستُ بعاذرٍ ألا تراني المُقلة ُالوَسْناءُ
ولئن خفيتُ على الجهولِ فكم خَبَتْ عن جاهليها النجمةُ الجوزاءُ
فالعذرُ حين أقولُ يُرخي لي المدى أُذُنا وتَجْحَدُ صخرة ٌصَماءُ
لا ليس من تقصيرِ نفسي حينما أبني وتهدمُ خلفيَ الأرزاءُ
ما ذنبُ من يخطو على وجهِ الفلا و تزيحُ صورةَ نعلهِ الغبراءُ
يا نفسُ إن أكُ قد شقيتُ بجاهلٍ فلقدْ شكى من قبلِك العُظماءُ
فلتصبري لو لم تكوني مثلهم إنَّ التَصبُرَ للكريــــمِ دواءُ
فالعصرُ يأسرهُ النكوصُ و ذا الهوى لـفــَّتْ عليه الحية ُ الرقطاءُ
عصرٌ يساوي باللئيمِ أخا العُلا فالشوكُ والأزهارُ فيه سواءُ
يفترُ كي يَسْبي النفوسَ وطبعُه
وجهٌ نضيرٌ مثلُ خَضْرا دِمْنَةٍ تزهو وفي أحشائها الأرزاءُ
فاحذرْ تصاريفَ الزمانِ وغدرَها فالحرُّ يكـفي طرفـَهُ الإيمــاءُ
يا أيها الساعي إلى شرفِ النهى إنَّ الطريقَ توجعٌ وبلاءُ
قـُلْ يا بن آوى فيمَ آثرتَ النوى
تخطو وراءَ هواك علَّك ترتقي تبَّا ... أليس لكم عليه وِجَـــاءُ
خدعوكَ. إذ ظنوكَ - جَهْلا- "عارفا " فالهدمُ عندك ملـَّـة ٌ وحِــدَاءُ
خدعوكَ . فاستنفدتَ ألقابَ الورى وطَفِقتَ تشتمُ من ترى وتشاءُ
و مضيتَ في تشريحِ ما خَطّـَ المَلا وعِمَــادُ فــنـِّـك فاقـة ٌ وخواءُ
لله أمْرُكَ . من دعي حاقدٍ يسعى فيسعى في الحِداءِ فنـاءُ
واللهِ لولا اللهُ . لاخترتُ الهوى وهجوتُ حتى يستجيرَ هِجَاءُ
لكنني أسمو . وأدَّخِرُ الجزا عند العليمِ . وهكذا الحُكماءُ
اللهُ يحكم في القيامةِ بيننا وهنــاك تـُكشف كذبةٌ وغِطاءُ
أ " أبا الحصينِ " ولستُ أ ُحْسنُ صنعَكم بيني وبين صنيعِكَ العلياءُ
دَعْواكَ في حُلَكِ الظلامِ تصوغُها وتبثها فتــشوبها الأقـــذاءُ
وحروفُ شِعْري بالشموسِ أخطُها فدروبُها – للعارفين- ضياءُ
قلْ للنعاماتِ اللواتي اسْتَأسَدَت هيهات ترعبُ سبعَها الفتخاءُ
ما أنت والواشون غيرَ سحابةٍ صيفيةٍ تلــهو بــها الأهْـــواءُ
سيُزيل نزوة َ خُلْدِها خطوُ الهوا وتدكُ كِذبـة َ قطْرِها الأنــواءُ
فاصدعْ على كلِّ الأنامِ بخيبتي واضربْ فسيفـُك خدعةٌ وهُراءُ
وارحلْ... فليلُ جفاكَ ليس يُخيفني ونهــارُ قربـكَ ليــلـة ٌ ليــلاءُ
ما لي بودِّك يا أحيمقُ حاجة ٌ تغري ولا لي في مداكَ رجاءُ
إني أنا من يُؤثر الهَيْجا على ودٍّ تحيـط بوصلــهِ الأرزاءُ
( ابن آوى + أبا الحصين الثعلب )
محمد الحسين الزمزمي رجال ألمع
29/11/1427ه