حَملتُ جَوى نفسي وطِفتُ بِأدمعي
أُفـّتشُ هَلْ لِي مِنْ سَبيلٍ إلى نَصـرِ
وَسِرتُ بِلا هَديٍ كَسيرِ قُشاشَــةٍ
تَلقّفُها ألأمواج في عاصفِ البحــرِ
تَعِبتُ وَمالِي غَيرُ صَبريَ ناصـــرٌ
فَصِرتُ أُذيقُ النفسَ صبراً على صـبرِ
مَضيتُ كتوماً لا أبوحُ بِهنّــــةٍ
إلى أن تَلقّتني جِبـالٌ مِن الأَســـرِ
سألتُ أَما في غائرِ العلمِ أَن أَجــدْ
جواباً يُسليني على بَلـوتي البِكـــرِ
فَرُحتُ أَجولُ الخافقينِ بِنَظـــرةٍ
كَؤودٍ جلا فيها كثيرٌ مِن العســـرِ
وَهِمْتُ أجوبُ الأرض وادٍ بربــوةٍ
أُنقّبُ عما كانَ في سـالفِ العصـرِ
نَزَلْتُ بوادي النَخلِ أَبغي طَريدتـي
وقد رُمْتُ أدناها منالاً مِنَ البَــدرِ
قَضَيتُ رَبيعَ العُمرِ اَسعى لِجنيهــا
أَهزُ بِما أُوتيتُ من قُوّةٍ نُكْــــرِ
فأدركني صيفٌ بَراني هَجـــيرهُ
فلا فيئها أَغنى وَلمَْ أََحظَ بالتمـــرِ
وكنتُ أُمنّي النفسَ في حكمةِ الورى
أُمحصُ ماذا قال زيدٌ من الفكـــرِ
وماذا رأى عَمْراً لتفنيدِ زَيدنـــا
وما ردَّ زيدٌ للنكايةِ في عمـــــرِ
فزادت رؤاهم وهنَ عَقلي وحَيرتي
فياليتني لم أقرأَ الأمس من سطــــرِ
أَخاطوا جَلابيباً لهَم في مقامهــم
فَهل ياترى القى قميصا على قـَدْري
بحثت لِمقياسي رِداءً فَلمْ أَجـــدْ
فساءلت آبائي أما ليَ من ستَــــرِ
وردَّ صَدى صَوتٍ خَفيٍّ جَهِلتَــهُ
أترغبُ حقاً فيهِ؟ أَم أَنــتَ لا تدري
هنُا عُدتُ أَدراجي فَحدّدتُ وِجهتي
وقُلتُ سَيفضي الليلُ حتماً الى فَجـرِ
فَمزّقتُ مِيراثي وأسمي وصورتــي
وأبطلتُ آياتي فَأُخْرُجْتُ مِنْ قَسْـري
شَطبتُ على الآثار طُرا فهالنـي
بأني وإياها سجينانِ في قصــــرِ
فَلما تَجافينا سَكرتُ بِوَحدتـي
وقدْ بُتُّ نَشواناً كمَن دِيفَ في خمـرِ
أَراني قَديمُ الشوقِ لهفةَ عاشــقٍ
شَفيقٍ شَفيفٍ مستهامٌ مِنَ الهـــجرِ
سؤالي عميقٌ رَغم أَنَّ قَوامَــهُ
بَسيطٌ ولكني عَييتُ مِنَ الأمــــرِ
ِلذاكَ قَصَدّتُ النفسَ كي ما أَسومها
بأسوءِ أَنواعِ العذابِ لما يجــــري
ولكنْ وَجدّتُ النفسَ تفتحُ بابهـا
إلي وتَرميني بأشراكِهـا الحُمـــرِ
تَمكّنتُ مِنها تارةً وتَمكّنـــتْ
مِراراًً ولكني شَددّتُ لهـــا أَزري
سُيوفيَ فيها لحظةٌ من تأمـــلٍ
وأنصارها كثر فياسطـوةَ الكُـــثرِ
َيلُوحُ بَصيصاً مُسفراً عِندَ هَزمِهـا
وأَغفُلُ أَلقاني قَريبا مِنَ الكُفــــرِ
وأَذكرُ إذْ لاشيء غَيريَ مُنقِــذٌ
فأَشحذُ بالذكرى قِوايَ الى اليســرِ
لعلي أبلُّ الشّوقَ أو أُدرِكَ الِلقـا
وإِنّي لتَـوّاقٌ الى ذلك الخـُـــدرِ
فآليتُ إلّا أن أطالَ حقيقتـــي
فأحيى وفي ذا قد عقدّتُ لها إِصــريِ
فَرُحتُ أُعرِّي النفسَ من زَيفِ كيدِها
وكشفِ الذي قدْ كانَ ضرباً من المكـرِ
وإني شَرِبْتُ القهرَ حتى لَفِظـتَـهُ
وحتى تغشّتني سماد يرهُ الكُــــدْرِِ
وحتى أذا ضاقتْ وضِقتُ بِردعهـا
وكُنّا كما ليثينِ في ساحةٍ قَفْــــرِ
أتاني صدى صَوتي القديمِ مُـؤازراً
حنانيك يامنْ ماجزعتَ من القَــهرِ
فأَثلَجَ ليْ صَدري بِنورِ عَبـــيرهِ
وطِلتُ غمامَ العِشْقِ حتى غدا مُهـري
هنالك ظِنّْ ماكانَ خيراً ولا تَسَلْ
حيَـِيتُ بمَِوتِ السِرِّ في غائرِ الصــدرِ