أمنية

شعر محمود مفلح

ياربّ خمسة أعوام أعيش بها
علّي أُرتّق أيامي وأرتحل ُ
علّي أرد ّ حقوقا ً لست ُ أنكرها
قد ضِقت فيها وضاقت دوني السبل
لديّ بعض فراخ ٍ كنت ُ أطعمهم
لكنهم منذ حل ّ الصيف ما أكلوا !
لديّ بعض حروف ٍ أربكت ْ قلمي
وجذوة ٌ لم تزل تخبو وتشتعل !
يا رب ّ خمس سنين ٍ جد ّ كافية ٍ
فيها يطيب مزاجي ثم يعتدل
فيها يروق بكأسي الماء ثانية ً
كم ذا شربت ُ وكأسي الطين والوشل !
الآن أبدأ تاريخي بلا خجل ٍ
الآن يهرب من قاموسي الخجل
الآن أعقد ُ إحرامي علانية ً
وفي شفاه ابتهالي يقطر العسل !
كم مرة ٍ سهرت ْ عيني وما سهرت ْ
كم مرة ٍ قادني من أذني الفشل !
حتى تجاوزني من كنت ُ أحسبهم
مثل السلاحف إن قالوا وإن فعلوا
فلم أكن صخرة ً يوما ً ليوهنها
وعل ٌ ولا مسّها في قرنه الوعِل
يا رب ّ خطوتي الأولى بدأت ُ بها
متى أغذ ّ بها سيري فيكتمل ُ ؟
إني زرعت ُ غراسا ً قبل أربعة ٍ
على الضفاف عليها يُعقد الأمل
مازلت ُ أرقب ُ لا أوراقها بزغت ْ
ولا الشفاه عليها تُطبع القبل ُ
فبعض من سكتوا بالأمس قد نطقوا
وبعض من عطشوا بالأمس قد ثملوا !
وقهوتي لم تزلْ من فوق موقدها
تغلي , وإنّ ضيوفي بعد لم يصلوا
والحاسدون لقد شالتْ نعامتهم
كأنهم من فحيح النار قد جُبلوا !
هوادج الغيد لم ترشف طلائعَها
شمسي ولا ند ّ في أحداقها غزل
وقد نصبت ُ شباكي قبل أربعة ٍ
فما ألم ّ بها ظبي ٌ ولا حجل ُ !
يا رب ّ خمس سنين ٍ كي أرد ّ بها
حقّا ً علي ّ فيخبو ذلك الجدل ُ
ما زال في جعبتي بعض السهام وقد
راشت ْ وعندي َ تلك القوس والعضَل ُ
لدي ّ شُربة ماء ٍ هدهدت ْ عطشي
تحف ّ فيها ضلوع الرمل والمقل
ظن ّ الذين سرى كالنار غدرهم ُ
أني وهنت ُ وهذا الشيب مشتعل
فلا يطاوعني كف ّ ولا قدم ٌ
ولا غزلتُ لهم مثل الذي غزلوا
هاقد تهلّل وجهي بعد ظلمتهِ
والوجه يشرق ُ حين المرء يبتهل ُ
ويورق الحب في قلبي وفي لغتي
ومن مباءة هذا الطين أغتسل