( الخَصْمُ أنتَ والحَكَمُ ) .. أقصوصة ،،،
بقلم / سامح محرم



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

هو يشبهني ، وليستْ لديه ملامحي ، حروفُ اسمه ، نصف حروفي ، حَمَلْتُه رضيعاً لسبعة أشهر بين كفوفي .
في ربيعه الثالث إصتحبته للصيد ، تقافز حولي كريمِ بري حتي أجادَ قوسة ، واشتد عُودَهُ النضر .
وأردته وزيراً من أهلي ليشتد به أذري، وعصيً أهشُ بها علي غنمي ، وليَ فيها مآرب آخرى .

بلغ التاسعة وأصابتة الحُمي ، حَمَلتْهُ دموعي إلى الطبيب ، ودعوتُ مُذْهِب البأس فشفاه .
قَوَمته حين نسي تقاليد أجداده ، ونَهَرْته حين تناسي نواميس الحق والفصل، وهاجرتُ إلى هنا بعدما علًمته نظم القوافي .
نَصَبَ لي هناك محكمة ، بعمره الذي لم يتجاوز نصف عقده الثاني وأستدعي هواجس من رأسه شهوداً عيان عليً .
وحكمتْ له قضاة السوء ، بعد طول إستئناف وتأجيل وبقيتُ خلف جدران المنفي ، مطروداَ من عقله الذي تجاوز عمره نصف العقد الثالث .

ولكن ريم طفولته مازالت تتقافز هنا وهناك لم تَكْبُر ولم تَصْغَر ولكني أعلم أني أسكن عقله الباطن .
وأن حبي يمتد في شريانه الأورطي ، وأنه مازال هارون وزيري ،رغم أني لستُ موسي وليس فرعون .