كيف ضاعت
كيف ضاعت بين آلاف السنابل
شعرها الأشقر ليلى
لم يكن حتى يقاتل
كيف ضاعت بين مقتول وقاتل
يا صغيري لا تخف إن قال قائل
إن ليلى لن تعود
لا تخف من وقع أقدام الجنود
فغدا تزهر أرضي
بعد أن تمضي الحشود
وسيمضي الزهر في كسر القيود
وتضيء الدربَ أحجارُ المنازل
***
يا صغيري لا تخف
إن ليلى لن تضيع
فهْي غابت ترتدي ثوب الربيع
لن ترى من شعرها الأشقر شيئا
بين أكوام السنابل
هي غابت بينها
كي تغطيها إذا جاء الصقيع
***
إنني أعرف ليلى يا صغيري
آه كم كانت تعاني
كي تغطي أرضنا بالخير
بالحب الوفيرِ
كيف ينساها ضميري
كيف لا أبكي وقد جاؤوا يقصونَ لها
من شعرها
ويحيكون لها ثوبا بلون أحمرِ!!
كيف غطى الغيم ضوءَ القمرِ!!
كيف نامت واستفاقت
تحت رشّ المطرِ!!
كيف ضاعت بين مقتول وقاتل
هل يخافون إذا ما شاهدوا
في أرضها بعض المعاول!!
***
يا صغيري أنت تبكي
ودوى صوت البكاء
فاستفاقت منه ليلى
وانتهى وقت الغناء
ودوى صوت البكاء
ملأ الأرضَ وأركان السماء
حاولوا إخفاءه ما بين أصوات القنابلْ
يا صغيري تلك ليلى
هل تراها
كيف في نيسانَ غطاها الشتاء!!
يا صغيري
لا تخف من وقع أقدام الجنود
فغدا تزهر أرضي
بعد أن تمضي الحشود
وسيمضي الزهر في كسر القيود
وسيمضي الزهر في كسر القيود



خالد عباس
30/4/2011