خَرَفٌ مُبَكِّر !
أنا لو كنتُ يوماً باختصارِ
مليكاً ، لو لجزءٍ من نهارِ!
لكنتُ اخترتُ مملكتي ، وإنّي
أفضّلُ أنْ تكون على البحارِ!
هنالك أنتقي وطناً وأمضي
فأبني فيه قصراً من محارِ!
وأجعل من محيط القصر أرضاً
كأرضِ الجنتين مع الثمارِ!
وأضربُ دون مملكتي بسورٍ
وأنشرُ عسكري حول السوارِ!
وأجمع كلَّ خارجةٍ فأرمي
بعفوي ما جنتْ ، رميَ الجمارِ!
وكنتُ وقفتُ في أيامِ عمري
لأصلحَ ما بعمري من دمارِ!
وأطلق بسمتي من كلِّ سجنٍ
وأرهقُ ما سواها بالحصارِ!
وأغزل من سماحاتي ستاراً
فأجعل قسوتي خلف الستارِ!
وأدنو من جرار الحب ، أسقي
تفاصيل المحبة بالجرارِ!
وآخذ من أحاسيسي ، القُدامى
فأنفضُ ما عليها من غبارِ!
وأتخذ المنى ثوباً وأمشي
إلى حيث الملذَّة ، في انتظاري!
أسير مع السعادة في طريقٍ
فأحلامي لها نفس المسارِ!
على قلبي من الآمال تاجٌ
ومن حولي المشاعرُ كالإزارِ!
أقلّبُ في رخاء العمر قلبي
ولكني محاطٌ بالوقار!
وأُجلسُ في سرير السعد قلبي
فيضرب بالأسى عرض الجدارِ!
وحاشيتي أمانٍ عن يميني
مُعتَّقةٌ وأخرى عن يساري!
ووجهُ البؤسِ في ساحي غلامٌ
وأفراحي بها مثل الجواري!
وقد أرسلتُ من شوقي رياحاً
ليمسحَ سعيُها كلَّ القفارِ!
وكنتُ حملتُها من غير بأسٍ
وجئتُ بها لتجلسَ في جواري!

25 / 8 / 1432