|
أنا لو كنتُ يوماً باختصارِ |
مليكاً ، لو لجزءٍ من نهارِ! |
لكنتُ اخترتُ مملكتي ، وإنّي |
أفضّلُ أنْ تكون على البحارِ! |
هنالك أنتقي وطناً وأمضي |
فأبني فيه قصراً من محارِ! |
وأجعل من محيط القصر أرضاً |
كأرضِ الجنتين مع الثمارِ! |
وأضربُ دون مملكتي بسورٍ |
وأنشرُ عسكري حول السوارِ! |
وأجمع كلَّ خارجةٍ فأرمي |
بعفوي ما جنتْ ، رميَ الجمارِ! |
وكنتُ وقفتُ في أيامِ عمري |
لأصلحَ ما بعمري من دمارِ! |
وأطلق بسمتي من كلِّ سجنٍ |
وأرهقُ ما سواها بالحصارِ! |
وأغزل من سماحاتي ستاراً |
فأجعل قسوتي خلف الستارِ! |
وأدنو من جرار الحب ، أسقي |
تفاصيل المحبة بالجرارِ! |
وآخذ من أحاسيسي ، القُدامى |
فأنفضُ ما عليها من غبارِ! |
وأتخذ المنى ثوباً وأمشي |
إلى حيث الملذَّة ، في انتظاري! |
أسير مع السعادة في طريقٍ |
فأحلامي لها نفس المسارِ! |
على قلبي من الآمال تاجٌ |
ومن حولي المشاعرُ كالإزارِ! |
أقلّبُ في رخاء العمر قلبي |
ولكني محاطٌ بالوقار! |
وأُجلسُ في سرير السعد قلبي |
فيضرب بالأسى عرض الجدارِ! |
وحاشيتي أمانٍ عن يميني |
مُعتَّقةٌ وأخرى عن يساري! |
ووجهُ البؤسِ في ساحي غلامٌ |
وأفراحي بها مثل الجواري! |
وقد أرسلتُ من شوقي رياحاً |
ليمسحَ سعيُها كلَّ القفارِ! |
وكنتُ حملتُها من غير بأسٍ |
وجئتُ بها لتجلسَ في جواري! |