في عيدها

شعر : د. محمد عاصي

سَلُوا نُجُومًا صَفَتْ يا رِفْقَة السَّحَرِ
هَلْ يُسْتَحَبُّ النَّوَى عن صُحْبَةِ القَمَرِ ؟
عنْ كَيْفَ لَيْلُ الجَوَى يَطْفو بِذَاكِرَتي ؟!
أو كَيْفَ حُلْمُ الهَوَى يَهْفو لهُ وَتَري ؟
كمْ مْن لَيَالٍ مَضَتْ والشَّوقُ نَادَمَها
والعَيْنُ لازمَهَا سُهْدي .. فَذَا قَدَري
حتَّى إذَا مَا أرَادَ الحَقُّ جَمَّعَنَا
مِنْ بَعْدِ ما مَرَّ يا قلْبي مِنْ العُمُرِ
صَوْتُ النَّوَارسِ في الآفَاقِ نَسْمعُهُ
عَذْبًا يُرَدِّدُ ما جَادَتْ به فِكَري
سِرْبُ العَنَادِلِ يَشْدو تَحْت قَافِيَتي.
بَوْحِي مِدَادٌ، وعُودُ الحَرْفِ من شَجَرِي
بين الخَمَائلِ في عِيدٍ لها سَمَرَتْ
نُضْرُ الفَراشَاتِ؛ ما أحْلاهُ مِنْ سَمَرِ
يا مُهْجَةَ الرُّوحِ، يا عُمْري، ويا قَمَري
يا بَهْجَةَ القَلْبِ في غَفْوي، وفي سَهَري
يا لَحْظَةَ الصَّفْوِ في الدُّنْيا إذا كَدَرَتْ
يا بَسْمَةَ العُمْرِ في حِلِّي، وفي سَفَرِي
عِيدٌ يَعودُ بكُلِّ الشَّوْقِ أَرْقُبُهُ
تَفيضُ مِنْهُ بُحُورُ الحُبِّ بالدُّرَرِ
اليومَ عِيدُكِ يا شَمْسًا تُصَاحِبُني
فِيهِ أرَانيَ مُخْتَالا عَلى الزُّمَرِ
اليومَ عِيدُكِ في عَصْرٍ به سَطَعَتْ
شَمْسٌ فأضْحَى بِها يَزْهو عَلى العُصُرِ
شَمْسٌ أزالتْ ظَلامًا طَال مَشْهَدُه
فيه اسْتُبِيحتْ بِفُجْرٍ حُرْمَةُ البَشَرِ
شَمْسٌ أَطَلَّتْ على الدُّنْيا بِبَهْجَتِها
تُهْدي صَفاءً وتَمْحُو جُمْلةَ الكَدَرِ
اليومَ عِيدُكِ لا هَمٌ ولا ضَجَرٌ
فيه الأطَايبُ مِنْ عِطْرٍ ومِنْ ثَمَرِ
اليومَ عِيدُكِ والخَفَّاقُ سَائلُني
هلْ يَرْتَضي بِبعَادِ البَدْرِ ذُو نَظَرِ ؟!
لا يَا فُؤادي .. صَلاحُ الأَمْرِ أَحْسَبُهُ
يَجْري إذا مَا بِبَدْري يَرْتَوي بَصَرِي