خارطة الوصول إلى



شراعي حين يأوي الليلُ رَاحِلـتـــــــي
وصَحْبي في دُروبِ التيهِ أحْزَانــــي
أرَاهَا مثلما الأشبــــــــــــــــاحَ تتبعُنـــي
هواجسُ حيثُ ما ولَّيتُ تلقَانـــي
جَثَتْ والقلبُ مرتعشٌ وحول فمــــي
يُديرُ الصَّمتُ مِغْزَلةً لِكتمــــانِي
يلفُّ بداخلي عُقدا تكبلنـــي
وإحباطا يُهدِّدُ سَقفَ بُنيانــــــي
وبي رَسَمَتْ يدُ الأيامِ لوحتهــــا
أُحدِّقُ مُوجعًـا فيها بإمعــــــــانِ
فَيَأخُذُني بلا رفقٍ وبي وجـــــــلٌ
شرودٌ ســـــاعةً فيها وأَنسَــــاني
أُحلقُ غُربةً في الروحِ تعصفُ بــــــــي
تقربني خُطىً ...وتعيدُ هجرانـــــي
تراخى العزمُ في نفســـي وخيَّبنـــــــــي
لأهوي سابقا عللــــي ونقصانـــي
أَفِيقُ و كاهلي قد ملَّ إحجامــــــي
وأَسْألُ : يا تُرى هـل يُعـرف الجانــــــي ؟
فأصْرخُ علَّ أوهَامِ الجوى تُصغــــي
لِقَلبٍ واجــفٍ في صـــــدر حيرانِ
كفى الأيامَ أخْشاها وتخشَانــــــي
وبالأوجاعِ أرعاها وتَرعانـــــــي
سَتجْبِرُ كسْرهَا ذاتي بغيثِ مُنــــــــىً
كما جَبرَ السَّحَـابُ كسير أغصــــــاني
ويُحْي بهجةً في القلبِ إصــــــرَاري
وإن ثَقُلَ العنا واختلَّ مِيزانـــي
تحدَّتْ عاصف التَّهويلِ أشرعتـــــــــي
بلا رَهَبٍ وصدّت هجمة الشَّانـــــي
كأنَّ وســاوسي هَرِمَتْ فمــــــا تقوى
على أَسْري وخَــلفي جَيشُ إيمـــــانٍ
يُؤازِرُني ، وإذْ مــا تُهتُ تُرْشِدُنـــــي
غداةَ البينِ خارطَتي وعِنوانـــــي
فأمضي نحو أحلامي وفي ثقــــــــةٍ
بعيدا عن أذى النفسِ وشيطــــــاني
أراني بعدَ ما حطَّمتُ أَغلالــــــــــــــــــــــــــــــــــي
أُقِيمُ بخافقي عُرسا وأَحْيَانـِــي
وأطوي إذ يفرُّ الهمُّ..خــــــارطـتي
وأُنهي رِحلةَ الشكوى لِألقَانـِـــــــــــــــــــــــــــــــي
بقلم سوزان محمد عبدالرحمن اليوسف