تعتيم فلسفتي

سَأُعْلِن بَعْد كِتْمَانِي زَمَانا بَعْض أَشْجَانِي
فَإِن الْصَّبْر أَرَّقَنِي وَإِن الْصَّمْت أَضْنَـانِي
وَإِن الْجُرْح أَثَر بِي وَإِن الْشَّرْخ أَدْمَــانِي
بِتَقْطِيْـــع لْأَوْصَـــالِي وَتَفْتِيت لشِّرْيَـــانِي
وَأَقْسَى مَايُــؤَرِقْنِي بِـــأَن حَبِيْبِي لِّجَــانِي
وَأَمْضَى مَايَكُوْن الْحَد فِي تَجْهِيْل عُنْوَانِي
وَفِــي تَقْزِيم مَعْرِفَتِـي وَفِي تَغْيِيْر أَوَزَانِي
وَفِــي تَعْتِيم فَلْسَفَتــي وَفِــي تَبْدِيْل أَلْوَانِي
وَفِي تَحْجِيْم مَقْدُرَتِي وَفِـي تَحْدِيْد أَقْرَانِي
وَفِــي تَوْجِيْه قَافِلَتِــي بِدَرْب فِيْه تَهْوَانِي
فَــلَا أَحَــد سَوَّاهَا قَــط فِي عَيْنَيْه يَلْقَانِي
وَأُقْسِم لَــم أَحِد يَوْمَاً وَلَا الْشَّيْطَان أَغْوَانِي
وَقَدَّسْتُ الْزَّوَاج كَمَا إِلَــه الْنَّاس أَوْصَانِي
وَأُهْدِيَتُ الْفُؤَاد إِلَــى حَبِيْبِي حَيْث أَهْدَانِيِ
وَظِلَ الْحــبُ سَارِيَتَي وْراسِيَّتِي وَشُطْآنَي
وَأَمْوَاجي وَعَــاصِفَتِي وَأعْمَاقِي وخُلجّانِي
وَصِرْت أَعِيْشُه أَمَــلَاً جَمِيلَاً وَفْق حُسْبَانِي
وَقُلْت:الْحــبُ يُاوَطْنــا يُبَدِّد كُـــل أَحْزَانَي
وَيَمْحُــو كُــــل آَثَــام وَيَفْنِي كُـــــل أَضْغَانِي
جَمَال الْحــبَ لَايَخْفَى جَمَال حَــدُ رَبَّــانِي
وَأَرْقَى الْحُــــب مْاغَنّت بِهِ رُوْحِي وَوِجْدَانِي
فَإِن الْحبَ تَقْتُلُه ظُنُوْنُ الْشَّخْص بِالْثَّانِي
وَإِن الْشَّك والْإِخْـــلا ص لِلْمَـحْبُوْبِ ضِدَّانِ
فَــــلَا حَــــبٌ بِــــلَا ثِّقِـــهٍ ولاثقـــــةٌ لظُنَان
وَلَا أَمنٌ يَسُوْد الْنَفَس فِي وَسْوَاسِ شَيْطَانِ
أُزِيْلِي الْبُرْقُع الْمَوْبُوْء عَن عَيْنَيْكِ تَهْوَانِي
الْشقَية نَفْسُكِ الْمَــلْأَى بَأوْهَــامٍ وَأَدْرانِ
وَسِيْرِي فِـي طَرِيْق الْحُب وانْصِهْري بِأَفْنَانِي
لَعَمْــرِي أَنَّـــكِ الْأَنْغَا مُ فِـــي شَعْرِي وَأَلْحَانِي
وَأَنَّـــكِ فِي دَمِي أَبَداً وَأَنَّـــكِ بَيْن أجْفَانِي
وَأَنَّكِ لَن تْضَلِّي الْدَّرْ بَ ظِلِّي ضِمْن أَحْضَانِي
فَكُــل سَفِيْنَةٍ تَسْرِي تَسِيْر بَوْحِـــي قُبْطَانِ