القدس في القلب


دَوَّتْ كَـعَـاصِــفَــةٍ هَـــوْجَـــاءَ فِــــــي صَـــخَــــب أَصْــــــــوَاتُ أَطْــفَــالِــنَـــا تَــــشْـــــدُو لِــمُــرْتَــقَـــبِ
مَنْ ذَا سَيَحْمِيكَ مِنْ رَعْدِي وَمِنْ مَطَـرِي أَمْ مَـــنْ سَيُـبْـحِـرُ فِـــي رِيــحِــي وَفِــــي لـهَـبِــي؟
مَــنْ ذَا رَآى خَـلْـفَ أَسْــرِي ثَـوْرَتِـي حُـلُـمـاً أَمْ مَــــــــنْ تَــنَـــبّـــأَ يَــــوْمــــاً صَــــحْــــوَةَ الْــــعَــــرَبِ؟
الْقُـدْسُ فِـي الْقَلْـبِ نَبْـضٌ سَـالَ فـي نَـغَـمٍ أُنْـشُــودَةً صَـدَحَــتْ تِـيـهـاً عَــلَــى الْـخُـطَــبِ
حَـنَّــتْ لِـهَـامَـاتِ مَــــنْ مَــــرُّوا وَمَــــنْ عَــبَــرُوا وَسَــطَّـــرُوا سِــيَـــرَ الْأَبْــطَـــالِ فِـــــي الْـحِــقَــبِ
يَــوْمَ اسْتَـقَـى فِــي الْمَـيَـادِيـنِ الـتُّــرَابُ دَمـــاً وَاعْشَوْشَـبَـتْ صَـفَـحَـاتُ الـشِّـعْـرِ وَالْأَدَبِ
وَامْتَدَّ مِنْ صَوْبِ هَاتِيكَ الْجُمُوعِ صَدىً يَــنْــسَــابُ فِــــــي أُذُنِ الــتَّــارِيــخِ كَـالْـعَــجَــبِ
الْــقُـــدْسُ فِـــــي الْـقَــلــبِ زَغْــــــرُودَةٌ هَـــزَمَـــتْ صَوْتَ الرَّصَاصِ وَسَادَتْ مَوْكِبَ الطَّـرَبِ
فَــــمَـــــنْ يَــقِــيـــكُـــمْ دَوِيّــــــــــاً هَــــــــــادِراً عَـــــرِمـــــاً غَـطَّــتْ سَـمَــاهُ جُــيُــوشُ الْــحَــقِّ بِـالـشُّـهُـبِ
وَعْـــــــــداً قَــطَــعْـــنَـــا وَرُوحُ الـــسِّـــلْــــمِ بَـــــارِقَـــــةٌ وَفَــرْحَـــةٌ لَــمَــعَــتْ فِــــــي الْأَعْـــيُـــنِ الــنُّــجُــبِ
إِنَّـــــا صُـــــدُورٌ تَـــعَـــرَّتْ فِــــــي مَــــــدَى جَـــلَـــلٍ عُـقْـبَـاهُ قَـــدْ تَحْـتَـمِـي فِــــي الْــجِــدِّ بِـالـلَّـعِـبِ
فَـثَــأْرُنَــا مِـــــنْ رَصَــــــاصِ الْــقَــنْــصِ نَـمْـضَــغُــهُ بِـــجُـــرْحِـــنَـــا وَنُــــعَــــافَـــــى دُونَــــــمَـــــــا تَــــــعَـــــــبِ
وَعْـــــــداً قَـطَــعْــنَــا نُــبـــيـــدُ الْــــيَــــأْسَ نَــمْــحَــقُــهُ وَالــــــرُّوحَ نَـبْـعَـثُـهَــا فِــــــي جَـــامِـــدِ الــنُّــصُــبِ
الْــقَــيْـــدُ يَــــــــا قُــــــــدْسُ بِـالـتَـكْـبِــيــرِ نَــكْـــسِـــرُهُ فَـصَـحْـوَةُ الـشَّـعْـبِ إِنْ عَـــمَّ الــنِّــدَا تُــجِــبِ
مَــا الضَّـيْـرُ يَــا قُــدْسُ إِنْ جِئْـنـاكِ يَجْمَـعُـنَـا دِيـــــــنٌ وَفِـــكْــــرٌ وَأَخْـــــــلاقٌ إِلَـــــــى نَــــسَــــبِ؟
حَــــــــدُّ الــــصَّــــوَارِمِ إِنْ أَبْــــــــدَتْ تَـمَـاسُــكَــهَــا فَـمِــنْ حَـدِيــدٍ وَأَصْـــلُ الـنَّــايِ مِـــنْ قَـصَــبِ
هَــــــــــــــذَا وَلاَءُ رُبَــــــــــــــى تِـــــــطْـــــــوَانَ نُـــــرْسِـــــلُـــــهُ شِـعْـراً لِيَبْـقَـى دَلِـيـلَ الـشَّـوْقِ فِـــي الْـكُـتُـبِ
مِـــنْ مَــغْــرِبٍ عَــطَّــرَ الْأَجْــــوَاءَ مِــــنْ شَــغَــفٍ بِـــالْـــقُـــدْسِ يَـــنْـــثُـــرُهُ لِـــلْـــمُـــزْنِ وَالـــسُّـــحُــــبِ