|
الْغِرِّيدُ... |
أنا الفينيقُ أُولَدُ من رَمَادِ |
حَبَاني اللهُ من نِعَمٍ إِبَاءً |
ولامَسَتِ النُّجومَ فُيُوضُ ضادِي |
وإِنَّي كُلَّما غَنَّيتُ شِعْري |
تَرَنَّحَتِ النُّفوسُ بكلِّ نادِ |
وَلِي قلبٌ أقامَ بهِ حبيبٌ |
تُجاوِرُهُ -كَتَوْأَمِهِ - بلادِي |
هُما نَوَّاَرتَاي وَضَيُّ عيني |
وإِكْسيرُ الْحَيَاةِ هما وزادِي |
وَمِنْ شِيَمِي الْوفاءُ لِكُلِّ صَحْبي |
ومن طَبْعي أُسَالِمُ لا أُعادِي |
وحَمَّلَني الزَّمانُ صُخُورَ قَوْمِي |
وما نَاءَتْ بِهِ عَالِي النِّجَادِ |
وكنتُ لِسَانَ قَومِي لا أُحَابِي |
أُطَاعِنُ كُلَّ طاغِيَةٍ وعادِ |
أَلاَ إنّي دعوتُ القومَ سراً |
وَفي علَنٍ إلى نَهْجِ الرَّشادِ |
كَفَى ضَعَةً -أَشَرْتُ-كفى انْبِطاحاً |
تَشَفَّى في مُصِيبَتِنا الْأَعَادِي |
وَحَسْبُكُمُ التَّشَتُّتُ والتَّشَظِّي |
طَرِيقُ الْقُدْسِ في حبلِ اتِّحادِ |
بَني قَوْمي!وَأَيْنَ هُمُ النَّشَامَى؟ |
وأَهْلُ الرَّأْيِ فينا والسَّدادِ.؟ |
وَكَمْ أَعْلَنْتُ لاَءَاتِ التَّحَدِّي |
وحرباً لا تَلينُ على الفسادِ |
وَكَمْ نَاديْتُ حتَّى بَحَّ صَوْتِي |
(و لَكِنْ لا حياةَ لِمَنْ تُنادِي)! |
فَلاَ السُّلْطانُ أَدْرَكَ ما نُعاني |
وَلَا قومي اسْتَفاقُواْ من رُقادِ |
الوافر |
 |