■روضة■

زوجةُ عمي عبدالله الحبيب، و صاحبةُ العقلِ النَّجيب، والقلبِ الأديب..

عِشتُ في كَنَفِها أيام دراستي الأولى الجامعيَّة، فما وَجدتُ إلا الطيبَ و الأدبَ و النَّفسَ العاطِفيَّة، و كأنني الإبنُ الذي لم تَلِدْه، وكأنها الحضنُ الذي لم أرِدْه..

أحَبَّتِ الأدبَ ومنهُ أدبي، فكيفَ لا تتَزينُ باسمِها كُتبي..

خطَفَها منا المنون، فدمعت لفراقها العيون، ولا نقولُ إلا ما يرضي ربنا.. إنا لله وإنا إليه راجعون..

نشهَدُ لها أنها كانت تداومُ على الصلاةِ والذكرِ والقرآن، و نرجو الله أن يسكنها أعالي الجنان، و أن يجمعنا بها تحت ظل عرشه.. إنه الكريم المنان..

::

عَنِ الدنيا يُراوِدُنا المماتُ
و تُغلِقُ باب َ مُتعَتِها الحياةُ

و تَسْتَبِقُ النفوسُ إلى المنايا
و مِن ْ قُبُلٍ تُقَدُّ الأمنياتُ

و يرحل ُ ذلكَ الحُلُمُ المُحَلّى
بأعيننا .. و تبقى الذكرياتُ

علامَ نُرِيحُ أشرِعَةَ التَّمَنِّي
و ما ضُمِنَتْ لِرحلَتِنا النجاةُ

هنا كُنَّا وكُنتِ .. وفي كتابي
أحاديث ٌ تضِيقُ بها الدُّواةُ

هنا بابي و شُبَّاكي و عُمْرٌ
بهِ تحلُو السُّنونُ الماضياتُ

سَقيتُ بهِ بِظِلِّكِ وردَ عِلْمِي
فأثمَرتِ الورودُ الشاكراتُ

هنا بيتٌ على التقوى تَرَبَّى
و تَعْمُرُهُ السَّكينَةُ و الصلاةُ

أتيتُ إليهِ مِنْ نورٍ لِنورٍ
فما اخْتَلَفَتْ بِقِبْلَتِيَ الجِهاتُ

هنا وَطَنٌ حلمت ُ بأن ْ نُلاقي
بهِ الماضي..فأيقَظَني النُّعَاةُ

و فارَقَتِ الحديقةَ و (البَرَنْدَا)
عصافيرٌ .. و دَنَّسَها الغُزاةُ

خيالاتٌ تَمُرُّ كرِيحِ حُلْمٍ
تَفيضُ بها العيونُ الدامِعاتُ

رَحَلتِ وفي القلوبِ بقيتِ رَوضَاً
تُنَمِّيها الدِّماءُ الساقياتُ

تعيشُ بنا و نرجو أنْ نراها
و تَجمَعَنا الجنانُ العاليات ُ

::


مؤيد حجازي