لم تشفع له أمواله الثيرة التي راكما من دموع الفقراء، ولم تنفعه شفاعة الشافعين ، ولم يتراجع القاضي عن اقتناعه بجريرته رغم مرافعة أبرع المحامين عنه .فقضى ان يضرب رأسه في ساحة المدينة ،هلل الحاضرون في قاعة المحكمة إكبارا وإجلالا للعدل . وبعد أيام جيئ بالمذنب الى الميدان ، وتجمهر المئات من الناس كبر الرجال وزغردت النساء ، وأقبل الجلاد بالمتهم وهو في أبهى هيئة مرفوع الرأس مشرق الوجه ، وفي عينيه نظرات تشفي وإحتقار ، وجاء المفتي بوقاره برفقة الحاكم ورجاله وخاطبوه : هل انت نادم على إزهاق روح خادمك ،أطلب المغفرة من رب العزة عسى أن يرحمك ، تاملهم وقال أذهبوا الى الجحيم أنتم وربكم
أوقف الجلاد المتهم والشمس في كبد السماء وهوى بسيفه الصقيل على رأس ظله ، تقدم منه الحاكم وصافحه وقال له أ نت الان حر لقد ابرأت ذمتك ازاء المجتمع



رد مع اقتباس

