سلام اللـه عليك ورحمتـه وبركاتـه
تحيـة طيّبـة
أستـاذي،
انهملتْ رسالتُـكَ المكتوبة بالصفاء والإخاء الرقراق لأستاذٍ عزيزٍ علينـا جميعاً، بلْ هو واللـهِ غالٍ وأكثـر : أستاذنـا الدكتور السّمّان، هذا "الإنسـان الإنسـان ثم الإنسـان"، كما أحبّ أن أُطلِقَ عليـه دائمـاً، لأنـه كذلك بحقّ وبكلّ معنـى الكلمـة .
منذُ أن حططتُ رحالي بواحـةِ الخير، وحدائقُ كرمـهِ تُزهرُ كينبوعِ مـاء، فأيقنتُ أنّ هذا الزمنَ المرّ مازالَ يحفل بالأنقياء حقّـاً، بالذينَ يحملونَ هَـمَّ الرسالـة بعمق وبحقّ، وينسجونَ زرابي الشّمس، ليجلسَ على ضيائها عابرو الأمـل، وكلّ مَن ضاعتْ من سمائـه النجمات، أوْ تعثٍّر خطوُه في ألـمٍ أوْ حلـمٍ أوْ طريـق. هذا ماكانَ يفعلـه أستاذي د. السمان، يضمّد جرحَ هذا ويهدي سلالَ الورد للآخر، ولا يضنّ بنصيحـة ولا بإرشاد، بمنتهـى اللِيـن والرفق والحنوّ، تماماً كما ترفق الأمّ بوليدهـا.
حقَّ لـه ألا تتوقفُ غيماتُ نقائـه عن الهطول، تسقي الأمكنة والأزمنةَ وتسقينـا، كما حقّ لـه أن يقطفَ محبّـة كل أهل واحتنـا، بل ومحبّـة الناس أجمعيـن .
اعذرني أستاذي إن كنتُ قد أطلتُ عليكَ، ولكنّها واللـهِ مشاعر صادقـة، أبتْ على نفسِهـا إلاّ أن تنسكبَ، لعلّهـا تفي ولوْ نزْراً يسيراً من شخصية "الإنسان ثمّ الإنسان ثمّ الإنسان" أستاذي الكبير خلقا وعلماً وأدباً د. السّمّان.
أمّـا عن نصّكَ الراقي، فهوغيضٌ من فيضِ أدبـكَ الذي لا يسكن إلاّ أعالي الغيمات دائماً. حماكَ ربّي وأستاذي د. السمان، وباركَ بكما وفيكما ولكما، وأدامَ محبّتكمـا فيـه سبحانـه، إنـه على ذلك قدير .
للتثبيت، احتفاءً بحبْـركَ/ العِطْـر، واحتفاءً بأستاذنـا د. السمان .
دمتما ودامتْ واحتُنـا خيمـةَ صفـاء وإخـاء ..
خالص تقديـري
وألف طاقـة من الورد والندى