عاطفية حدَّ النخاع صادق رقيقة الشعور عذبة الشعر .
تتخذ من الذاكرة ركيزةً ترتكز عليها ومحورًا للبوح , وتأتي الأفعال ماضية الحدوثِ وهو تذكرٌ لما حدث ثمَّ تتبعها أفعال حاضرة الحدوث وهو تأثر بالذكرى .
مازلت ُ أمتصّ الرحيق الباقـي
كالنحل بيـن أزاهـر الـدراق
أنت كذلك فعلا فقد أخرجت لنا عسلًا طبيعيًا .
الذكريات ُ تكسـرت أغصانهـا
لكنهـا بقيـت علـى الأوراق
الذكريات هي العبق الباقي في أوراق الزهور وقد تكسرت أغضانها أي انقطع عنها الغذاء الذي يمدها بالحياة إشارة إلى الغياب أي غياب الحبيبة مع بقاء عطرها في بتلاتها إشارة إلى ذكريات الحبيب معها .
وهي صورة في غاية الرقة ولعلي أجدها تغلبة على الألفاظ التي كونتها .
مالي أغص ّ إذا ذكرتك فجـأة ً
وأجود بالرقـراق فالرقـراق ِ
طبيعيٌّ أن تكون العين لسان الذكر للعاشقين , والجميل هنا في المعنى هو الغصُّ بفجائية الذكر أي العجز عن الكلام بذكرها فجأةً كأن يصادف اسمها مكتوبًا أو مسموعًا , ويأتي هذا التعبيرُ بسيطًا على غير ما ألفه المتلقي من تعبير عن هذه الحالة وأشباهها في الشعر العذري .
وأموت كالبركان ثـم تعيدنـي
حممُ الهوى وزلازل ُ الأشواق
التشبيه بالبركان يتناسب مع عاطفة العاشق لأنَّ كليهما متأثران بالظروف المحيطة ويحملان مادة قابلة للانصهار مكنونةً في مكانٍ ضيقٍ يتأثر بالضغط والحرارة , فعاطفة العاشق شعورٌ داخليٌّ يثورُ بالصبابةِ والجوى ويهدأ بالوصال والأمل وما قد يسلِّي , وفي جملة " حمم الهوى " يحسن لو كان الجوى بدلا من الهوى لأنه أنسب .
" وأخال إن .. " في اعتقادي الصحيحُ هو : وإخالُ أني ..
" والشمس حجَّبها .. " الفعل حجب ثقيلٌ عليه التضعيف ولا يضيف له معنى .
لك التحية والتقدير أخي علي
دمت بخير