| 
 | 
رضيت بالدونِ؟! أم أسلمت  للنكدِ ؟!  | 
 أم  السرابُ  ابتلى  عينيك  بالرَّمد؟! | 
أم هل بلغت المنى..والشمس ما وقفت  | 
 والعمر متصلٌ  و الدرب  في  مددِ؟! | 
أم  هزّك   البغي   و الأيام   دائرةٌ  | 
 والحق يعلو على  الأعداد   والعُددِ؟! | 
هل  نغصتك  البلايا  و هي   زائلةٌ  | 
 واستهلكت ما زها في القلب من جلدِ؟! | 
لاتحسبنّ   الهوى  ينجيك  من  كبدٍ  | 
 فإنما  خُلق  الإنسان    في   كبد!!.. | 
و جنّة  الخلد  تنسي  كل  مسغبةٍ  | 
 أنعم  بذاك  النعيم  الناضر  الأبدي | 
هل بات يلهيك ما يلهيك من مُتعٍ ؟!  | 
 فاذكر  بربك   ما  تلقاه  بعد   غدِ | 
أم هل تغشّاك قُطاع الطريقِ ضحىً  | 
 وحبلهم- يا أخي في الله- من مسدِ | 
أم هل غُررت بكْثر الساقطين هنا؟!  | 
 فالحق لا يبتغى  من  كثرة  العدد | 
دنيا تربّت على التنغيص فالتصقت  | 
 بطبعها.. كالتصاق الروح  بالجسد | 
محبوبة   قوتها   وجدان  عاشقها  | 
 أعوذُ   بالله   من   نفاثّة    العقدِ | 
تزينت لاصطياد  القوم  وابتسمت  | 
 والسمُّ في ثغرها فوق اللهاة  ندي | 
يا أنتَ:أين المُنى اللاتي شمخت بها  | 
 فأعظم الذنب  إزهاق  المُنى بيدي | 
غشاوة الدرب في عينيكَ  شاهدةٌ  | 
 أنّ السقام اجتوى جنبيك من أمدِ.. | 
والنفس كالموج تستهوي الرياح به  | 
 والذئب يغريه قاصي البهم بالرصدِ | 
والفقر بعد  الغنى  ذلٌّ  و مسكنةٌ  | 
 والغيُّ بعد الهدى  عارٌ  إلى  الأبدِ | 
و كلُّ  نفس  أُهينت   بعد  عزّتها  | 
 فليتها  قبلُ  لم   تعزز  و لم  تسدِ | 
قد كان لي فيك  آيات و موعظةٌ  | 
 تزفُّ وبل الرضا بردا على  كبدي | 
و كنتَ  عند  حدود  الله  ذا وجلٍ  | 
 فما لك اليوم لا  تلوي على  أحدِ | 
أين  التلاوة    و العبرات  مسبلةٌ  | 
 أين الأحاديث ذات المتن والسند ؟! | 
أين العلوم  التي   أسدتك  رونقها  | 
 وذقت ما ذقته من عيشها  الرَّغِدِ؟! | 
ما لي أراك كسيف الطرف منهزما  | 
 وكنتَ بالأمس  ترياقا لكلِّ  صدي | 
ماذا   أُسطرُ   و  الآياتُ  | 
 بيّنةٌ؟! | 
لكن تناجيك أشجاني.. و  معذرتي  | 
 أنّي  محبٌ   رماه   الحزنُ   بالفندِ | 
إن لم يكن في الفؤاد الحرِّ من قبسٍ  | 
 فليس  يجديك  ما أعددتُ من عُددي.. | 
فخشية  الله  أطواق  النجاة ، وما  | 
 يغني النفوس  بهاءُ  المالِ   و الولدِ | 
لمّا سقطتَ أمامي وانجلى بصري  | 
 عزّيتُ نفسي  وثار  الخوف في أودي | 
واحلولكت كلمات البشر في شفتي  | 
 وأظلم الكون  في  عيني   على  عَمَدِ | 
ومهجتي  وُترت.. فالنفسُ   بائسةٌ  | 
 كأنها قبلُ  لم  تبسمْ    و  لم  تزدِ !! | 
أأنت  من  يشتري  الدنيا  بباقيةٍ؟!  | 
 ويصطفي الزيف عن إشراقة الرشدِ ؟! | 
قد كنتَ بالأمس في درب التقى علما  | 
 فلا  تك  اليوم  تمثالا   لكلِ   ردي .. | 
عُرى  العقيدة  جلّت  عن  مساومةٍ  | 
 ما قيمتي  في  الملا من غير معتقدي؟! | 
قد كنتُ أبقيك للخطب الجليل  فمن  | 
 لغيهب الغمِّ   و البأساءِ   و الكمد  ؟!! | 
إبليسُ  يغرينِ و الأهواءُ  عارمةٌ  | 
 إني  أعوذ   بوجه  الواحد  الصمدِ | 
يا  مالك الملك يا من عزّ  عابدهُ  | 
 يا من سمكت  زواياها   بلا  عمدِ | 
ثبّت فؤادي .. وكفّر كلّ  معصيةٍ  | 
 مالي  سوى ملجأي بالواحد  الأحدِ | 
يا صنو نفسي: دروب الشكِّ شائكةٌ  | 
 بلا  ركوبٍ  و لا  زادٍ  و  لا  مددِ | 
والله  يفرح  إن  تاب  المسيءُ  له  | 
 وباب  رحماه   مفتوحٌ   إلى    أمدِ | 
و  للهداية  | 
 هبّات | 
إنّ  اللآلي   تبقى   و هي  غاليةٌ  | 
 وإنما  تعصف  الأمواج  بالزبدِ !!.. |