لستَ الرئيسَ ..!


فَقْري هناكَ ، وأنتَ لي ، تَرَفُ
وغِنايَ يا وطني ، هنا ، شَظَفُ

والعيشُ في المنفى مكابدةٌ
وعلى ثراكَ العيشُ مُخْتَلِفُ

والموتُ يأتي بغتةً ، وأنا
مِنْ ذِكْرِهِ ، أبكي وأرتجفُ

وهَنَتْ عظامي ، وانتهى زمني
ودخلتُ في الخمسينَ ، أعترفُ

وتساقطت أوراقُ أخيلتي
وأصاب عودَ قريحتي التَلََفُ

وغدي ، يُلَوِّحُ بالعصا ، هُزُءًا
فعلى عصاهُ ، ربما أقِفُ !

أزِفَ الرحيلُ ، فمن سيحملني ؟
وتجاهَ حضنكَ ، بي ، سينعطفُ

أأموتُ في منفايَ ؟ يا وجعي !
وهناك لي بثراكَ ، مُلتَحَفُ ؟

صَدَفُ المنافي قلبهُ حجرٌ
وحجارُ أرضكَ قلبُها صَدَفُ

***

يا شِعرُ أنت هوايتي وأنا
من نبعك الرقراقِ أغترفُ

يا شِعُر فيك لوالهٍ تَعِبٍ
متنفسٌ ، ولتائهٍ كنفُ

لو كنتَ تُرجِعُ للمحبِّ هوىً
بقصائدي ، لاكتظَّت الغُرَفُ

يا شِعرُ أنت اليومَ طائرتي !
ومن السماءِ الأرضُ تنكشفُ

خذني لمسقط رأسيَ انهمرت
مني الدموعُ ، وزاد بي اللهفُ

أدري بأنك حائرٌ وجِلٌ
مثلي ، وأنك غاضبٌ أسِفُ

فهناك بين عشيرتي نفرٌ
خانوا دَمَ الشهداءِ ، وانحرفوا

كان التفاوض من وسائلهم
فإذا به المقصودُ والهدفُ !

المافياتُ أتت لنا بهمُ ؟
أم حظنا المنحوس والصُدَفُ ؟

من أين جاءوا ؟ مَن يُرشِّحُهُم ؟
ومَن الذي بهمُ سيعترفُ ؟

قَتْل الفدائيين حِرْفتُهم
خسئوا ، وبئست تلكمُ الحِرَفُ

باتوا ، همُ والمعتدي ، طرفاً
والشعبُ ، ضدهما معاً ، طرفُ

***

يا مَن على أعتابهِ وقف الـ
مُتَسَلِّقُونَ ، وباسمهِ هتفوا

لا تحسبنَّ الحبَّ جاء بهم
أو أنهم ، بكَ ، فجأةً شُغِفوا

لكنهم جَوْعَى وأنت لهم
الماءُ والبِرسيمُ والعَلَفُ

هل أدركوا من بعد خبرتهم
من أين تُؤكلُ ، يا ترى ، الكَتِفُ ؟!

متساقطونَ ، وأنتَ أولهم
مَن ذا يُصَدِّقهم ، ولو حلفوا ؟!

لست الرئيسَ سواءً اتَّفَقَ الـ
فُرَقاءُ في هذا ، أو اختلفوا

أو مَدَّدوا لك فترةً قُضِيتْ
أو زَوَّرَ الدستورَ محترفُ

أو توَّجوكَ عليهمُ مَلِكاً
فجلستَ أنتَ ، وكلهم وقفوا

أو صَوَّروكَ " بكامِرَاتهمُ "
وتناقلت أخبارَكَ الصحفُ

لستَ الرئيسَ وإنما خَلَفٌ
للسيئينَ ، وكلكم قرفُ

لستَ الرئيسَ ولا يُشرِّفُنا
هذا ، فليس لمثلكم (...) !

فخذوا حقائبَكم ، ولو مُلأتْ
بكنوز هذي الأرضِ ،
وانصرفوا !!