فَقْري هناكَ ، وأنتَ لي ، تَرَفُ وغِنايَ يا وطني ، هنا ، شَظَفُ
والعيشُ في المنفى مكابدةٌ وعلى ثراكَ العيشُ مُخْتَلِفُ
والموتُ يأتي بغتةً ، وأنا مِنْ ذِكْرِهِ ، أبكي وأرتجفُ
وهَنَتْ عظامي ، وانتهى زمني ودخلتُ في الخمسينَ ، أعترفُ
وتساقطت أوراقُ أخيلتي وأصاب عودَ قريحتي التَلَفُ
وغدي ، يُلَوِّحُ بالعصا ، هُزُءًا فعلى عصاهُ ، ربما أقِفُ !
أزِفَ الرحيلُ ، فمن سيحملني ؟ وتجاهَ حضنكَ ، بي ، سينعطفُ
أأموتُ في منفايَ ؟ يا وجعي ! وهناك لي بثراكَ ، مُلتَحَفُ ؟
صَدَفُ المنافي قلبهُ حجرٌ وحجارُ أرضكَ قلبُها صَدَفُ
يا شِعرُ أنت هوايتي وأنا من نبعك الرقراقِ أرتشفُ
لو كنتَ تُرجِعُ للمحبِّ هوىً بقصائدي ، لاكتظَّت الغُرَفُ
يا شِعرُ أنت اليومَ طائرتي ! ومن السماءِ الأرضُ تنكشفُ
خذني لمسقط رأسيَ انهمرت مني الدموعُ ، وزاد بي اللهفُ
أدري بأنك حائرٌ وجِلٌ مثلي ، وأنك غاضبٌ أسِفُ
فهناك بين عشيرتي نفرٌ عن خط سير الثورة انحرفوا
كان التفاوض من وسائلهم فإذا به المقصودُ والهدفُ !
المافياتُ أتت لنا بهمُ ؟ أم حظنا المنحوس والصُدَفُ ؟
من أين جاءوا ؟ مَن يُرشِّحُهُم ؟ ومَن الذي بهمُ سيعترفُ ؟
قَتْل الفدائيين حِرْفتُهم بئسوا ، وبئست تلكمُ الحِرَفُ
باتوا ، همُ والمعتدي ، طرفاً والشعبُ ، ضدهما معاً ، طرفُ
يا مَن على أعتابهِ وقف الـ مُتَسَلِّقُونَ ، وباسمهِ هتفوا
لا تحسبنَّ الحبَّ جاء بهم أو أنهم ، بكَ ، فجأةً شُغِفوا
لكنهم جَوْعَى وأنت لهم الماءُ والبِرسيمُ والعَلَفُ
هل أدركوا من بعد خبرتهم من أين تُؤكلُ ، يا ترى ، الكَتِفُ ؟!
متساقطونَ ، وأنتَ أولهم مَن ذا يُصَدِّقهم ، ولو حلفوا ؟!
لست الرئيسَ سواءً اتَّفَقَ الـ فُرَقاءُ في هذا ، أو اختلفوا
أو مَدَّدوا لك فترةً قُضِيتْ أو زَوَّرَ الدستورَ محترفُ
أو توَّجوكَ عليهمُ مَلِكاً فجلستَ أنتَ ، وكلهم وقفوا
أو صَوَّروكَ " بكامِرَاتهمُ " وتناقلت أخبارَكَ الصحفُ
لستَ الرئيسَ وإنما خَلَفٌ للسيئينَ ، وكلكم قرفُ
لستَ الرئيسَ ولا يُشرِّفُنا هذا ، فليس لمثلكم (...) !
فخذوا حقائبَكم ، ولو مُلأتْ بكنوز هذي الأرضِ ، وانصرفوا !!






