| 
 | 
إحرث كتابكَ فالأسماءُ تنتحبُ  | 
 وانثر حروفكَ قد هامت بكَ السحبُ | 
أدرك عيون مياهِ ألأمسِ قد ظمئت  | 
 فالنهرُ يعولُ والخضراءُ تنتحبُ | 
قد حاربتك ظنونٌ كلّما هجعت  | 
 دارت بقافلةِ الأحقادِ تظطربُ | 
ماتَ الضميرُ على شطآنها عَطِشاً  | 
 لما رآها من الأحياءِ تنتهبُ | 
لا يوحشنَّ بعيد الدرب رحلتكم  | 
 لن يتعبوكَ رعاعٌ صدقهم كذبُ | 
من أسّر الوقتَ فالذكرى تطالعهُ  | 
 فكيفَ ينسى ومنهُ الآنَ تحتَطَبُ؟ ! | 
ما حطّ رجلاً بأرضِ الشكِّ مؤتلقاً  | 
 بالحقِّ إلا يقيناً صارَ ينقلبُ | 
لن يطفئوهُ ونار الله توقدهُ  | 
 او يطمسوه وعشق الله ما يهبُ | 
إزرع دخانكَ فوقَ الأفقِ خاطرةً  | 
 واسرح مع الريح إن حفّت بها السحبُ | 
إهبط شتاءً الى الأوجاعِ تلبسها  | 
 ثوب الربيع فعشب الحرف يرتقبُ | 
أيتمت كلّ حكايا الأمس في غدها  | 
 وعدتَ وحدكَ عنواناً لمن غلبوا | 
خاصمت كلَّ مرايا الزيف مرتدياً  | 
 صمتَ الحديثِ حديثاً حينما إنقلبوا | 
دعهم ستطوي سطور البؤس قصّتهم  | 
 والذكر يطعمُ للنسيانِ ما نسبوا | 
هاهم معانٍ على الآذانِ قد صدئت  | 
 وأنت انشودةٌ غنى بها العجبُ | 
أتعبتَ اجنحة الظلماء فارتحلت  | 
 عن بحرك الضوء بالخسران تعتصبُ | 
أنساكَ....كيفَ وأنت الروح يا وطني ؟!  | 
 لا بل كفوفُ حياةٍ ما ؤها السببُ |