| 
 | 
جمالُ كيف توشّي الخزّ بالدُّرَرِ  | 
 فتبدعَ الرائعاتِ اللفظِ والصُّوَرِ | 
فيها المعاني التي كالخود ما عَرفت  | 
 سواك يسلكها بالحسِّ والفِكَرِ | 
كأنها في رياض الشعر وردتُها  | 
 تقري العيونَ وتقري الأنفَ بالذّفر | 
أو الدروب التي عبدتها ألقاً  | 
 وقلتَ للشُّعرا هيا اتبعوا أثري | 
في روضةٍ من معانٍ لو يُعَبـِّرُها  | 
 نثرٌ لأغضت له الأشعار من خفر | 
إليك تأتي القوافي وهي راجيةٌ  | 
 تشريفَها بانتماءٍ منك معتبر | 
وكيف لا وهي إن حازته صار لها  | 
 مدحُ الرسول مقاماً بالغ الخطر | 
تكاد تُرْقصني الأبيات من طربٍ  | 
 من دونه نشوتي بالناي والوتر | 
حتى إذا جُلْتَ في أوضاع أمتنا  | 
 أثرت من ميِّت الاحساس كالحجر | 
وإن تغزّلت تهمي أدمعي فرقاً  | 
 من الفراق الذي أخشى من القدر | 
في سبك أبياتك الآياتُ بيِّنةٌ  | 
 حيث الأوائل يستمسكن بالأخر | 
كأن ليلى بأعجازٍ تمدّ يداً  | 
 تريد أخرى لقيسٍ مدَّ بالصَّدَرِ | 
وهاج بالشوق بحر الشعر في لُجَجٍ  | 
 فحال بينهما موجٌ من البحَر | 
فليس ثمّ سوى خفقٍ لمطربٍ  | 
 بين الضلوع وآهاتٍ لمحتضر | 
لو قمتَ بالشعر تدعونا الى سقرٍ  | 
 لكدت بالسحر تحدونا إلى سقر | 
فارفُقْ بنا وبمن ناجيتهم فلهم  | 
 كما لنا مستَهِلُّ الدمع كالمطر | 
أرى الزمان بالاستحواذ مضطرباً  | 
 عليك بين الضحى والعصر والسحر | 
يا سوءَ حالِ بلاد الضاد إذ نبذت  | 
 هذا الجمال الى الأصقاع والقَفَرِ | 
وحلّها من علوج الروم أقبحُهم  | 
 فأكرمتهم ألا تبَّتْ يدا مُضر | 
ألا تراها سياجَ الغاصبين غدت  | 
 كمومسٍ تنشر الإعلان في الصُّور | 
ويحي تكاد شجون الشعر تجرفني  | 
 الى المآسي وأوحالٍ من القذر | 
ربّاه رحماك ما ينفك لي أملُ  | 
 إن الخلافة يا مولاي مُتْتَظَري | 
إن كان من كِنْدَةٍ للشعر مبتدأٌ  | 
 أنعم بمن جاء من حمدانَ من خبر | 
أمدد جمال يداً  إني أبايعكم  | 
 أميرَ شِعْرٍ وأخلاقٍ كما فِكَرِ | 
يا أيها القومُ من يأبى مبايعةً  | 
 لذا الأميرِ بهيّ الشعر والأثر؟ | 
لأنتَ أنت أميرٌ في الأثير وما  | 
 يطوفه من ديار البدو  والحضرِ | 
لو أنصفت أمّةٌ كنتَ الأميرَ لها  | 
 في دولةٍ وحّدتها دون مؤتمَرِ | 
أبا سمي رسول الله لي شرفٌ  | 
 مع النجوم أحف اليوم بالقمر |