بالرغم من تعدد سمات الأفراد وميولهم وثقافتهم وطبائعهم ، إلا إنهم جميعاً يتجهون إلى الرومانسية كلما سمحت لهم الظروف وسنحت لهم الفرصة.

فهل الرومانسية تكون ملاذاً من الحياة الواقعية أم تكون مكملة لها؟

هل الرومانسية تعطل العقل وتوقف العمل؟ أم تدفع إلى الأمام؟

إن مفهوم الرومانسيـة أشد وأكثر تعقيداً من أى تعريف. فهناك أنواع متعددة من الرومانسية بقدر تعدد الأفراد الرومانسيين وتنوعهم ، وإن كان يجمعهم فى النهاية سمات مشتركة مثل الإيثار والتضحية والتسامح والعطاء والكرم والتشوق والحس المرهف الذى قد يدفع البعض إلى محاولة إخفاء ضعفهم ، بالإضافة إلى الاعتقاد بان الحبيب هو مرفأ للراحة والأمان ومصدر السعادة والألم لاغير.

هناك رأى يرى أن الاتجاه الرومانسى يهدف إلى إلتماس بديل عن الحياة الواقعية. إذ أن الفرد القوى الذى تتدفق فى شرايينه دماء الحياة عندما لاتجد ميوله نحو المغامرة منفذاً طبيعياً سليماً فى عالم الحياة المعاصرة الجـادة ، فإنه يلتمس لها – بطبيعة الحال- منفـذاً فى عالم يتسـم بروح المغامرة فتكون الرومانسية.
وتعنى الرومانسية انتصار الخيال والعاطفة الفردية على النظام الذهنى الجاف وبالتالى الهروب من الحياة الواقعية الكالحة ، فهى الظمأ إلى الجمال والبعيد واللامحدود.
وقد يفسر هذا الإتجاه وجود بعض الأفراد الناجحين فى حياتهم العملية الذين يتقدمون فيها تقدماً ملحوظاً وسريعاً فيهملون الجانب الرومانسى فى حياتهم.

وهناك رأى آخر ، يرى فيه البعض أن الإتجاه الرومانسى للفرد مكملاً لذاته نابعاً من طبيعته الرومانسية وتفكيره العاطفى لذلك تكون المرأة أكثر بحثاً عن الرومانسية لغلبة العاطفة على العقل فى تصرفاتها.وبالتالى يمكن تفسير وجود بعض الأفراد رجالاً أو نساءاً ليس فى طبيعتهم الرومانسية فتتسم تعاملاتهم بالواقعية والجفاء والعقل الشديد المتحكم فى أمور حياتهم.

فما سبب إتجاه الفرد إلى الرومانسية هروب أم طبيعة بشرية؟