| 
 | 
آمَنْتُ بالرُؤْيَا التي سَتُرِيْنِي  | 
 فَاشْحَذْ جَفَاكَ، وَتُلَّنِي لِجَبِينِي | 
مَا أنتَ أوَّلُ مَنْ يَخُونُ مَوَدَّتِي  | 
 كلَّا، ولَسْتَ خِتَامَ مَنْ يُؤْذِينِي | 
إِمَّا كَفَرْتَ بِأَنْعُمِي وَفَضَائِلِي  | 
 فَاهْجُ السَّمَاحَةَ بِي وَذُمَّ يَمِيْنِي | 
مَا تِلكَ آخِرُ طَعْنَةٍ أُمنَى بِهَا  | 
 إذْ قَد تَرَكْتُ لِمَنْ أُحِبُّ عَرِيْنِي | 
مَا كَانَ فِي ظَنِّي اسْتِبَاحَةُ خاَطِرِي  | 
 حتَّى أَثَرْتَ زَوَابِعاً بِحُزُونِي | 
وَلَقَد أَرَى رُوحِي عَلَيْكَ تَنَزَّلَتْ  | 
 فَيْضاً، وَتَرْفَعُ أَنتَ مَنْ هُوَ دُونِي | 
وترَكْتَنِي، الأَرْيَاحُ تَعْصِفُ فِي دَمِي  | 
 فَيَئِنُّ تَحْتَ سِيَاطِهِنَّ وَتِيْنِي | 
حتّى انْحَنَيْتُ عَلى الطّرِيقُ كَأنَّ فِي  | 
 سَطْرِ الطّرِيقِ صَحَائِفِي وَمُتُونِي | 
فَتَذَكَّرَنْ: تِلْكَ انْحِنَاءةُ عَاقِلٍ  | 
 لِلعَاصِفَاتِ؛ وَمَا كَسَرْنَ غُصُونِي | 
قَدَرِي مُواعَدَةُ المَرَاكِبِ دَرْبَهَا  | 
 قَلْبِي يَسِيْرُ، وَلَا تَسِيْرُ ظُعُوْنِي | 
حُلمِي شِرَاعِي عَقّنِي فِي غُرْبَتِي  | 
 فَحَزَمْتُ جُرْحِي وَامْتَطَيْتُ شُجُونِي | 
تَسّابَقُ الأيْدِي لِحَصْدِ سَنَابِلِي  | 
 وَالحُبُّ وَيْحَكَ وَحْدَهُ يَجْنِيْنِي | 
لَهُمُ الغِلالُ وَلِي تُرَابُ بَيَادِرِي  | 
 مَا قَلَّ مِمَّا لَمْ يَرَوْا يَكْفِينِي | 
لا يَستَطِيعُ اللّيلُ خَنْقَ ذُبَالَتِي  | 
 قِنْدِيلُ صَبْرِي مُسْرَجٌ بِيَقِيني | 
سَأمُرُّ فِي خَلَدِ الزمَانِ سَحَابَةً  | 
 وَالقَلبُ مِنِّي مُثْقَلٌ بِمُزُونِ | 
وَأَعِيشُ دَهْرِي فِي ازْدِحَامِ مَوَاجِعِي  | 
 أَحْيَا الرِّضَى، وَأَنَامُ مِلْءَ جُفُونِي | 
إِنْ كُنْتَ نَهْرَاً كَدَّرَتْهُ وُحُولُهُ  | 
 فَالبَحْرُ قَلْبِي، والسّمَاحُ سَفِيْنِي! |