|
وَلِي في الدّارِ حاسوبٌ غَبِيٌّ |
يَعُدُّ بِأُصْبُعٍ مِثْلَ الصِّغارِ |
تَعَهَّدَهُ أُنَيْسي بالعَطايا |
بِرَكْلٍ في الظّلامِ وفي النَّهارِ |
كريمٌ كَمْ يُشارِكُهُ بِخُبْزٍ |
وَيَسْقيهِ العَصائِرَ بِالجِرارِ |
كَمِ افْتَخَرَ اللِّسانُ بهِ حِصانًا |
مِكَرٍّ ليسَ يُدْبِرُ بالفِرارِ |
وقَدْ دارَ الزّمانُ فصارَ عارًا |
يُكَنَّى حينَ نَرْحَمُ بِالحِمارِ |
غَدَا خَرِفًا كَشَيْخٍ حين أمسى |
بلا زِرٍّ يَقيهِ مِنَ العثارِ |
فيَخْلِطُ حَرْفَهُ حَرْفًا بِلَبْسٍ |
كَخَلْطِ الشَّيْخِ أسماءَ الذَّراري |
وإنْ تأْمُرْهُ بالعصيانِ يأتي |
وعنْد تَوَسُّلٍ بالاِنتظارِ |
هُوَ المَحْمولُ لَكِنْ لا كَتِرْبٍ |
كَمَيْتٍ نَتْنُهُ أزْرَى بِدَاري |
طَريحٌ كالعَليلِ بِرُكْنِ بَيْتٍ |
يُكَبَّلُ بالخُيوطِ إلى الجِدارِ |
يُغَيِّظُنِي تَعَنُّتُهُ فَأمضي |
لأبدلَ ذا العَنيدَ وَلَوْ بِفَارِ |
ولكنَّ الحنينَ يَرُدُّ غَيْظي |
كذا جيباً فأعْدلُ عَنْ قراري |
هِيَ الأيّامُ قدْ جَمَعَتْ فَصَبْرًا |
فَعَلَّ الصَّبْرَ يأْذَنُ بالغِيَارِ |