حشر اليراع جحافل الكلمـات في موكب الألفـاظ والرسمات
الحرف حنّ لعصر أمجـادٍ خلتْ ولحى زمـان اللحن والهفوات
أثنى على همم تتيه على الـمدى وعلى الردى بمخلّد الصفحات
ومضى يقول لمن يروم تحضـّرا روح الحضارة ريحها نسمـاتي
كم من شعوب الأرض عزَّ بعزّتي وانحطَّ حين تضاعفتْ نكبـاتي
نبذوا كتاب الله خلف ظهورهم فجنوا هوان الذُّلِّ واللعنـات
فالذّلّ يجلبه اللئـام بزعمهم نيـل النعيم بزائـل النـزوات
نهمٌ وسكرٌ والتقلب في الخنـا وعمـارة من مكسب "البارات"
وركام أرصدة يضاعفه الربـا وركـوب "آخر صيحة العربات"
إن كـلموك تقنعـوا بلبـاقـة واللفظ غصّ بفـاحش اللكنات
أو شِدتَ بالقول الفصيح تضاحكوا وتبادلوا من خلفك الغمزات
فكـأنّ جُرْهُمَ أوفدتكَ بزُمرة المتفوِّقـين بِمنطـق ولغـات
تشكو حـروف الجرِّ أسْماءً أتتْ من بعـدها مرفوعةَ الحركات
وعـن النواسخ لا تسلْ إن بعدها كسـرٌ أتى في آخر الكلمات
تتعـوَّذُ الآذانُ خيفـة وقرهـا من لغوهم في مُحكم الآيـات
حول الموائد يستفـزُّ نقـاشُهم طبـاً وصيـدلةً وعلم نبـات
والجهـلُ يوغلُ في النفوس ظلامهُ بالْمُـدّعين الطب محض هبات
ويجول في ساح الحديث مغامرٌ بالشرح يعرض موجز النشرات
متذبذب الآراء يحتكر الكـلا م يلفُّ سـامِعَهُ رداءُ سبـات
ضجَّتْ علوم النفس من شطحاته فـرمت به في بركة اللمزاتِ



