صرخة بين حفنتي تراب!!

هأنا أعرفُ نفسِي..
حفنتينِ منْ ترابْ
تنزوي بينهما..
صرخةُ بؤس واغترابْ!!

***
هأنا أعرفُ نفسي..
صفحةً شقـَّتْ عصا الطاعةِ ..
لم تأبهْ بسلطان الكتابْ!!

***
هأنا أعرفُ نفسي..
راحلاً في..
غيهبِ المجهول أقصى
همِّه صيدُ الرِّغابْ!!

***
نازحًا لا زادَ عندي
لا عتادْ
غير قوسٍ بُريَتْ منْ..
شِقـْوة الغِرِّ بأوهامِ انْتصارْ .
وسهامٍ كُسرتْ منْ
شقوةٍ أخرى يقينٍ بانكسارْ
وخطايا أفـْرَختْ لي
طيرَ شؤمٍ رافقتني..
ظللتْني بالسَّوادْ !!
وإذا ما عَنَّ صيدٌ
سبقَتني..
بشـَّرتْهُ بالسلامهْ
ثم عادتْ ساخراتٍ
تتسلى بالسَّفادْ ..
وتغنِّي للخرابْ

***
وأنا أرسلُ سهمًا
إثرَ سهمِ ..
لمْ يُصبْ أوْفرُها حظَّا..
سوى ظِلِّ الطَّريدهْ !!
ويح قلبي حين تعْدو!
تسبقُ الريحَ وتحثو
ملءَ عينيَّ الترابْ
تتوارى مثلما
تتوارى فرحةُ العطشان
في زَيْف السرابْ!!

***
وَيْ كأنِّي قد عكستُ الحزنَ ..
ألوانًا على وجهِ السماءْ!!
فتراءَى لي شحُوبًا
في تجاعيد الأفقْ!!
وبدَتْ محمرةً عينُ ذُكاءْ ..
حين همَّتْ بالغيابْ
واستهلتْ دمعَها..
ثم توارتْ بالحجابْ
فبدا الدمعُ دمًا..
يجري على خَدِّ الشفقْ!!
أُشربتْ حمرتـَهُ..
بِيضُ مناديلِ السحابْ!!

***
لا تسَلني..
لمْ أعُدْ أعْرفُ نفسي !!
كذَبتْ كلّ المرايا..
كلُّ ما أعْرفهُ
أني قليلٌ منْ صوابْ
وكثيرٌ من خطايا ..
أنهَكتْ جُلَّ قوايا
غير أني..
سوف أحْيا صامدًا..
ضدَّ اشتهاءات الرياحْ!!
هاتكًا سترَ
عباءاتٍ تغطي
قسَماتِ الحسنِ..
في وجهِ المباحْ
إنْ تكنْ ..
لحظةُ ضعفي..
فتحتْ للوهم بابًا
فغدًا يفتحُ عزْمي
ليقيني ألفَ بـابْ !!
ــــ