شآبيب من لهب !!
كفكفْ دموعـك ذا حـلٍّ ومغتربـا
من كان مثلك كأس الحب مشربـه
فلا أبا لـك مغلـوب ومـا غلبـا!!
لا تعجبن مـن الأحـزان تقصدنـا
ولا تلـح علـى أترابنـا طلبـا!!
إن النوائـب ربُّ الشعـر يكرمهـا
يصوغها في ليالـي بؤسـه أدبـا
فتكتسي منه ثوبـا ليـس تلبسـه
عند الذي لقوافي الشعر مـا كتبـا
ما الشعر يا صاح إلا الهم ننظمـه
وينتشي الناس من آهاتنا طربـا
لولا العيون عيون الشعر ما ولدت
لولا الفراق عمود الشعر ما انتصبا
تشكو إليَّ هموما لسـت أجهلهـا
قِدْما تجرعت من ويلاتهـا عجبـا
ولا أزال أعانـي والهـوى قــدر
يدمي القلوب على تفطيرهـا دأبـا
من لي بأحورَ تحكي البدر طلعتـه
يبغي الوصال ولم يبذل لـه سببـا!!
إذا دنـوت نـأى عنـي وجانبنـي
وإن نأيـت بكـت عينـاه وانتحبـا
وإن ذرفت دموعي خف يمسحهـا
وإن سُررت بأمر أظهـر الغضبـا
جـرحٌ يضمـده.. يدمـي بجانبـه
جرحا .. ومنه ضماد الأول اجتلبـا
آس يطببني عمـدا ببعـض دمـي
واحسرتاه إذا ما شـح أو نضبـا!!
مـد وجـزر، وأنسام وعاصفـةٌ
نزر الرجاء بجم اليأس قـد حُجبـا
إنا نؤمل في عـدل الهـوى عبثـا
ذاك المحال أيجني الحنظل العنبـا؟
إنـا لنسلـك دربـا هـام سالكُـه
قِدْما وأهلك مـن أسلافنـا حِقبـا
هون عليك فوبْـلُ العشـق أولـه
يغري النفوس كمايغري الندى العربا
وإن تمكن من قلب الفتـى انقلبـتْ
تلك الشآبيب فـي وجدانـه لهبـا
ليت الزمـان لنـا يدنـي أحبتنـا
بعد البعاد كما يدنـي لنـا الكُربـا
أو يستلين قلوبـا كـان أغلظهـا
أو يسترد مـن الأرزاء مـا وهبـا
أو يقذف الوجد في قلب الذي ولهت
نفسي عليه وأجرى الدمع واحتجبـا
إني مللتُ ومـل الصبـر صحبتنـا
لما تحمـل فـي ساحاتنـا نصبـا
من ذا يعير سلوَّا أويبيـع كـرى؟؟
للمستهام .. وللـدَّلاَّل مـا طلبـا!!
شمس الحقيقة لاتخبـو وإن أفلـتْ
شمسُ النهار وإنْ نجمُ الدجى غربا
إن جن ليـل بـدا طيـف يؤرقنـي
حتى يطـلَّ صبـاحٌ كـان مرتقبـا
إذا الصباح علـى المأسـاة متكـئ
جذلان يقذف في نار الهوى حطبـا
إني سعيت كما يسعى أخـو ظمـأ
صوب السراب حثيثا يحمل القربـا
أنى نظرت بدا لي كُنـهُ معضلتـي
أنَّى اتجهتُ وجدتُّ الكـونَ مكتئبـا
وهم الوصال دخانٌ عشـتُ أرقبـه
أنى يؤوب دخانٌ كان قـد ذهبـا؟؟